ندوة حول ميثاق المناصفة في الحقل الاعلامي
شارك أ. جمال الدين ناجي، مدير الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والخبير الدولي في مجال الاعلام، يوم الاثنين 22 مايو 2017، في اللقاء المفتوح حول ميثاق المناصفة، المنظم من طرف لجنة المناصفة واليقظة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بتعاون مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، وذلك تحت شعار "لنتقدم سوياً".
شهد اللقاء حضور عدد من المهنيين والإعلاميين والفاعلين المدنيين، الذين أغنوا الحوار بآراء واقتراحات متعلقة بالميثاق، الذي يلزم إقرار مبدأي المناصفة والمساواة بين الرجل والمرأة والتشبع بثقافة المناصفة، سواء كان على مستوى التدبير او من خلال البرامج الاذاعية والتلفزية. حيث يؤكد هذا الميثاق على ضرورة اعتماد المبدأين في سياسة الموارد البشرية، من خلال التوظيف وتولي المسؤوليات حسب الكفاءات لا النوع، ويندد بشتى اشكال التحرش والنمطية والتمييز بين الجنسين.
بدءا ببدء، تمت قراءة الفاتحة ترحما على روح الراحلة سميرة الفزازي، لتتم بعدها مناقشة دلالات المفاهيم الملتبسة حول المرأة في الاعلام. حيث جزم السيد جمال الدين ناجي ان قضية المساواة في الاعلام تتطلب الالتزام والانخراط في نضالات تسعى الى الدفاع عن حضور المرأة في الميدان، كما أكد ان المناصفة بين الرجل والمرأة الاعلاميين تبدأ من قلب المؤسسة الاعلامية نفسها على مستوى حكامتها.
علاوة على ذلك، شدد مدير الهيأة على ضرورة تجاوز فوضى المفاهيم والاستراتيجيات في الاعلام ودعا الى تبني ما وصفه بإستراتيجية هجومية للدفاع عن قيمتي المناصفة والمساواة في هذا الاخير، كما طالب بتشجيع الحضور النسوي عن طريق تثمين انتاجية المرأة الممارسة في الحقل الاعلامي باعتبارها غنى وتنوع.
و في هذا السياق، تطرق جل المتحدثين الى القضية المذكورة اعلاه، حيث اكدوا على ضرورة اعتبار المبدأين كواحد من الحقوق الذي يجب على النساء فرضه بشجاعة وجرأة لا امتيازاً تقدمه المؤسسات الإعلامية للنساء الصحفيات. كما تم التطرق لمبدأ الكرامة الانسانية والمساواة وعدم التمييز ومبدأ النضال ضد الظلم والإقصاء، وكذا لمبدأ الحكامة والتي تعتبر كلها مبادئ كبرى وجب استحضارها كقناعة وكسلوك في قضية وضعية المرأة في الاعلام.
عديدة هي الافكار ووجهات النظر والتجارب الشخصية التي اثيرت خلال اللقاء، تمحورت كلها حول وضعية المرأة الصحافية في الحقل الإعلامي المغربي، والتحديات التي تواجهها في ممارسة المهنة في قلب مجتمع مازال لم يستوعب بعد، ان الجنس لا يجب ان يكون مقياسا للكفاءة والاحترافية.
لقد شكلت الندوة فرصة للبوح بمعاناة المرأة الصحافية، من خلال شهادات نساء مارسن المهنة لمدة سنوات، واللائي واجهن شتى انواع التمييز والاقصاء والتشكيك في قدراتهن المهنية. و قد اكدت هذه الشهادات ان الصحافية في المغرب لازالت بعيدة عن تفعيل مبدأ المناصفة الذي جاء به الدستور الجديد.
اخيرا و ليس اخرا، اكد الاستاد ناجي ان معركة المناصفة و المساواة في الاعلام ليست بالأمر السهل، لذا وجب تضافر الجهود من اجل السير في اتجاه تحقيق حلم العيش في مجتمع لا يفرق بين كينونة الانسان، ر