استقبلت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري السيدة لطيفة أخرباش، يوم الجمعة 29 نونبر 2019 بمقر المؤسسة بالرباط، نظيرها الفرنسي السيد روك أوليفيي ميستر، رئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي.

خلال مباحثاتهما، استعرضت كل من رئيسة الهيأة العليا ورئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري القضايا الرئيسية لأجندتهما كمؤسستين يتمحور عملهما في مجال تقنين وسائل الإعلام حول ثلاثة محاور: تقوية الديموقراطية، تحصين الانسجام المجتمعي وتطوير الخدمة العمومية للإعلام السمعي البصري.

تمحور النقاش حول التحديات المتعددة التي بات يتعين على الهيأتين مواجهتها بهدف ملاءمة آليات وأدوات وحدود مجال التقنين مع التحولات التكنولوجية والاقتصادية العميقة الناجمة عن المعطى الرقمي في المنظومات الإعلامية والعادات الاستهلاكية للمواطنين.

من جهة أخرى، أبرز الرئيسان بهذه المناسبة، الالتقاء الكبير لرهانات تقنين الإعلام السمعي البصري في السياقين الفرنسي والمغربي، خصوصا في مجال تمثل التنوع وتعزيز التعددية ونزاهة الخبر والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي ومحاربة خطابات العنف والكراهية.

خلال هذا اللقاء، هنأت رئيسة الهيأة العليا السيد روك أولفيي ميستر على التقدم الذي تحرزه فرنسا في مجال إعمال القرار الأوربي المسمى "خدمات وسائل الإعلام السمعية البصرية"، مما من شأنه تمتيع هيأة تقنين الاتصال السمعي البصري والرقمي Arcom، الهيأة الجديدة التي ستجمع المجلس الأعلى للسمعي البصري CSA والهيأة العليا لبث الأعمال وحماية الحقوق على الأنترنيت Hadopi ، بسلطة تقنين إزاء المنصات الرقمية لتقاسم الفيديو.

كما سيصير بإمكان المجلس الأعلى للسمعي البصري، بعد أن يصبح عقب التصويت المرتقب على القانون من طرف الجمعية الوطنية، هيأة لتقنين الاتصال السمعي البصري والرقمي، فرض التزامات لتمويل الإنتاج السمعي البصري الفرنسي على المنصات الرقمية لتقاسم الفيديو.

فيما يتعلق بتقوية التعاون بين الهيأتين، أعربت السيدة أخربش لنظيرها الفرنسي عن استعداد الهيأة العليا للعمل بتعاون وثيق مع المجلس الأعلى للسمعي البصري، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مبادرات مشتركة في إطار تنفيذ مخططي عمل كل من الشبكة المتوسطية والفرنكوفونية لهيئات تقنين وسائل الإعلام.

من جهته، استعرض السيد روك أوليفيي مستر أمثلة حديثة أو جارية على تقوية الإطار التشريعي الفرنسي خصوصا القانون المتعلق بمحاربة الأخبار الزائفة والتضليلية، ومقترح القانون المتعلق بمحاربة خطابات الكراهية على الأنترنيت، ومشروع القانون المتعلق بالاتصال السمعي البصري والسيادة الثقافية في العصر الرقمي، والذي سيكون موضوع مناقشة خلال الفصل الأول من سنة 2020.

كما قدم المسؤول الفرنسي مقاربة عمل المجلس الأعلى للسمعي البصري فيما يتعلق بملاءمة التقنين مع السياق الإعلامي الشمولي الجديد المتسم بتباين التقنين بين وسائل الإعلام الكلاسيكية ووسائل الإعلام والمنصات العابرة للحدود.

في الختام، اتفق الرئيسان على وضع أجندة مشتركة لتبادل زيارات عمل ولقاءات تكوينية ومبادرات مشتركة بين شبكات هيئات التقنين.

حضر هذا اللقاء كل من السيد بنعيسى عسلون، المدير العام للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، والسيد أمين عزيمان، مدير التعاون الدولي.