الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والمرصد الأوربي للسمعي البصري ينكبان على مناقشة موضوع تمويل الخدمة العمومية
نظم المرصد الأوربي للسمعي البصري والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بدعم من برنامج جنوب الاتحاد الأوربي-مجلس أوربا، يوم الخميس 18 دجنبر 2014 بالرباط، اجتماعا للخبراء لمناقشة موضوع "تمويل التلفزيون العمومي: سيناريوهات اقتصادية ونماذج تقنين".
ترأست السيدة أمينة لمريني الوهابي رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، افتتاح هذا الاجتماع الذي عرف مشاركة رئيس القطب العمومي، السيد فيصل العرايشي، المديرين العامين لكل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد القناة الثانية، السيدين محمد عياد وسليم الشيخ، ممثلين عن وسائل الإعلام السمعية البصرية الخاصة والعمومية، وكالات الاتصال، الوكالات الإشهارية والمنظمات المهنية للقطاع، إلى جانب ممثلي وزارة الاتصال، وضمنهم الكاتب العام السيد محمد غزالي.
وقد أُستهلت أشغال هذا الاجتماع الذي خصص للتفكير والتبادل بين الخبراء وأصحاب القرار، بحصة تمحورت حول استعراض العديد من التجارب القانونية والتحاليل المقارنة لنماذج تمويل الخدمة العمومية للإذاعة والتلفزة في أوربا، من طرف خبراء من المرصد، السيدة ماخا كابلو والسيد أندري لانج، وهما على التوالي المسؤولة عن قسم المعلومات القانونية والمسؤول عن قسم المعلومات حول الأسواق والتمويلات.
تلاها بعد ذلك، تسليط الضوء على وضعية القطاع العمومي في العالم العربي من خلال تحليل مقارن للقنوات التلفزية العمومية بالمنطقة أنجزته الخبيرة سحر علي (مصر) وعرض للسيد فيصل العرايشي بصفته رئيس القطب العمومي المغربي والذي هو أيضا عضو بالمنظمة الدولية للإذاعة والتلفزة، حول الوضعية الخاصة للمغرب وكذا الصعوبات والرهانات المتعلقة بتمويل القطاع العمومي، كما هي معاشة عموما، من طرف متعهدي الاتصال السمعي البصري العمومي.
من جهته، قدم السيد حبيب بلعيد عضو مجلس الهيأة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري المقنن بتونس، نظرة حول وضعية الاتصال السمعي البصري ببلاده، وبداية تجربته في مجال التقنين منذ سنة 2012. قبل أن تختتم هذه الحصة بعرض للسيد طالع السعود الأطلسي عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري المغربي، حول نموذج وممارسة تقنين الخدمة العمومية المغربية. نسق أشغال هذه الحصة السيدة سوزان نيلولتشيف المديرة التنفيذية للمرصد الأوربي للسمعي البصري.
أما خلال الحصتين المتبقيتين من الاجتماع، والتي نسق أشغالها السيد جمال الدين ناجي المدير العام للاتصال السمعي البصري بالمغرب وممثل المغرب في المجلس التنفيذي للمرصد الأوربي للسمعي البصري، فقد تم تخصيصهما لتبادل التجارب ونماذج التقنين. حيث قدم السيد دفيد فرنانديز كيخادا محلل رئيسي لوسائل الإعلام بالاتحاد الأوربي للإذاعة والتلفزة، المنهجية المتبعة من طرف الاتحاد لتحليل موقع القنوات العمومية في السوق التلفزية.
في ما يتعلق بتجارب التقنين، تم استعراضها من خلال عروض لخبراء يمثلون كلا من المجلس الوطني للإذاعة والتلفزة البولوني، التجمع العمومي لتسع هيئات جهوية للإذاعة والتلفزة تمثل الولايات الألمانية، الإدارة العامة لوسائل الإعلام والصناعات الثقافية الفرنسية وهيئات التقنين بكل من هنغاريا وإيرلندا. في حين، تم تمثيل التجربة الدنماركية من طرف مستشار من طرف الوكالة الدنماركية للثقافة، وباحث أيضا في مركز دراسات المجتمع المدني.
تجدر الإشارة إلى أن مجموع النقاشات والتبادلات الخاصة إما بالتقييم أو تقديم الاقتراحات، استندت في غالبها، إلى مرجعية المبادئ الموصى بها على الصعيد الدولي، خصوصا من طرف الوكالة الأممية المختصة اليونسكو.
للتذكير فقد سبق "للإعلان الخاص بالسمعي البصري للخدمة العمومية" والمصادق عليه في الرباط في ماي 2000 من طرف "المؤتمر الإفريقي حول السمعي البصري للخدمة العمومية" المنعقد من طرف المجلس العالمي للإذاعة والتلفزيون (منظمة للخبراء محدثة من طرف اليونسكو)، بشراكة مع الحكومة المغربية،
تلخيص مهمة هذا القطاع ودوره ( ( http://portal.unesco.org
Déclaration de Rabat du CMRTV/Unesco (Mai 2000)
- « Ni commerciale, ni étatique, la radiotélévision publique puise sa raison d’être dans le seul accomplissement du service public. C’est la radiotélévision du public : elle s’adresse à chacun à titre de citoyen…
- Elle encourage l’accès et la participation à la vie publique. Elle développe les connaissances, élargit les horizons et permet à chacun de mieux se comprendre en comprenant le monde et les autres »
- « L’audiovisuel participe directement aux objectifs de développement et de démocratie, de bonne gouvernance, de liberté et de promotion des droits de l’Homme. La puissance de son impact stimule la participation et la création tout en favorisant le dialogue et l’échange entre les peuples et les cultures ».
- « La radiotélévision publique se définit comme un lieu de rencontre où tous les citoyens sont invités et considérés sur une base égalitaire. C’est un outil d’information et d’éducation, accessible à tous et s’adressant à tous, indépendamment du statut social ou économique des uns et des autres...
- Son mandat ne se limite pas à l’information et au développement culturel. La radiotélévision publique doit aussi meubler l’imaginaire et divertir. Mais elle le fait avec un souci de qualité qui doit la distinguer de l’audiovisuel commercial ».
أمام مثل هذه المبادئ والتي تفرض تحديات حقيقية وجسيمة بالنسبة لبعض السياقات الوطنية المقدمة خلال هذا الاجتماع، تمكن مجموع المشاركون والمشاركات ، خبراء، أصحاب قرار ومهنيون، من إثبات أهمية الطابع الحاسم لمسألة التمويل، خصوصا العمومي، لهذا القطاع ذي المصلحة العامة.