الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تشارك في الجمع العام الثالث للشبكة الإيبيروأمريكية لتقنين قطاع الاتصال السمعي البصري ومنتدى التربية على الإعلام بمكسيكو
شاركت السيدة أمينة لمريني الوهابي، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في أشغال الجمع العام الثالث للشبكة الإبيرو-أمريكية لتقنين قطاع الاتصال السمعي البصري، حيث يتمتع المغرب بصفة عضو ملاحظ، وكذا في أشغال منتدى التربية الإعلامية والإخبارية «Forum Alphabétisation Médiatique et Informationnelle» المنظم من طرف المعهد الفيدرالي المكسيكي للاتصالات "Institut Fédéral des Télécommunications Mexicain" أحد أعضاء الشبكة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 27 شتنبر 2018 بمكسيكو.
شكّل الجمع العام للشبكة فرصة لتطوير قوانينها المنظمة والتحضير لمخطط عملها للفترة 2018 – 2020، علاوة على التبادل حول عدد من المواضيع على ضوء التجارب الوطنية.
بناء عليه، تقرر إحداث مجموعتي عمل واللتين ستعرفان مشاركة المغرب، ويتعلق الأمر بكل من مجموعة عمل "الصور النمطية القائمة على النوع الاجتماعي والمساواة في الإعلام" ومجموعة عمل "التربية على الإعلام".
تمحور النقاش حول التجارب الوطنية على غرار تطبيق تعديلات التوجيه الأوربي على خدمات الاتصال السمعي البصري الإسبانية، معالجة أزمة الهجرة، التمييز والعنف في الإشهار وبرامج أخرى تجاه النوع بمنطقة الأندلس والمكسيك، الولوجية في التلفزيون البرتغالي، آثار وسائل الإعلام السمعية البصرية الجديدة، بالإضافة إلى التجارب الحالية المتعلقة بالتلفزة الرقمية الأرضية بمختلف دول المنطقة. ومن خلال عدة مداخلات، قدمت السيدة الرئيسة مرفوقة بالسيدة ريم آيت الحاج، إطار عال بمديرية تتبع البرامج، التجربة المغربية وكذا تجربة الشبكات التي تنشط بها الهيأة العليا.
تجدر الإشارة إلى أن الجمع العام، نوّه من خلال التقرير الذي قدّمته رئاسة الشبكة المنتهية ولايتها (المجلس الوطني للتلفزيون-شيلي) باللقاءين ذي الإشعاع الدولي اللذين بادرت الهيأة العليا إلى تنظيمهما وعرفا مشاركة الشبكة الإيبروأمريكية. يتعلق الأمر باللقاء الذي جمع كلا من الشبكتين الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال والشبكة الإيبروأمريكية والمنظم بفاس في مارس 2017 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا لقاء الشبكات المشترك الذي تم تنسيقه من طرف الهيأة العليا في إطار الدورة 62 للجنة وضع المرأة المنظم حول موضوع "النوع والإعلام" بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في مارس 2018.
منتدى التربية على الإعلام
نظّم منتدى التربية على الإعلام على نحو يرفق التفكير بالعمل. لذا، توزعت أشغال هذا اللقاء بين فضاء للتبادل بين الخبراء الدوليين، ضمنهم رئيسة الهيأة العليا السيدة أمينة لمريني الوهابي، بالإضافة إلى ثلاث ورشات تطبيقية، موجهة على التوالي لكل من تلاميذ شباب، آباء ومدرسين.
سعت مناقشات الخبراء سواء هيئات التقين أو الجمعويين أو المهنيين، تحديد رهانات التربية على الإعلام والإجراءات الممكنة بهدف تقديم الأجوبة المناسبة للموضوع. بعبارة أخرى، الوقوف على وضعية البحث بهذا الخصوص، بحث الممارسات الدولية ورصد وتشخيص الوضع الحالي للتربية على الإعلام، من أجل إبراز أهمية توجيه الجمهور نحو المسالك النقدية والتشاركية والنهوض باستراتيجيات وآليات سوسيورقمية في وسائل الإعلام والمضامين السمعية البصرية من أجل إشراكه.
كما أبرزت السيدة الرئيسة خلال مشاركتها في ورشة "تكوين كفاءات الشباب الذكور والإناث من أجل الاستهلاك المسؤول للمضامين السمعية البصرية"، دور المدرسة والإعلام أخذا بعين الاعتبار تقاطعهما، مع التأكيد على اختلاف "إيقاع" كل واحدة من مؤسستي التنشئة هاتين، ذلك أن المدرسة زمنها طويل مقارنة مع وسائل الإعلام. هذه الصورة أكّدتها مسارات إصلاحات الأنظمة التربوية التي تأخذ عادة عدّة سنوات من أجل إدراج الرهانات الجديدة للتربية على الإعلام (منذ إعلان كراندوولد يونسكو 1982) في العهد الرقمي (رؤية تربوية، مناهج، أدوات بيداغوجية، تكوين المدرسين...)، في حين أن وسائل الإعلام مجبرة على التلاؤم بطريقة سريعة نسبيا، مع تحولات بيئتها.
في هذا الإطار، عرضت السيدة الرئيسة تجربة الهيأة العليا في ما يتعلق بتفعيل قوتها الاقتراحية من أجل إدراج التربية على الإعلام ضمن التزامات المتعهدين خصوصا العموميين، مختتمة بثلاث نقط: أولا، القانون (على أهميته) ليس هدفا، ثم إن الحس النقدي الذي يشكل المؤهل الأكبر في التربية على الإعلام، له إطار مرجعي: الحقوق الإنسانية؛ وأخيرا، ينضاف إلى المعارف الأربعة الكلاسيكية التي تم تحديدها كأسس للتربية (تعلم من أجل المعرفة، تعلم من أجل العمل، تعلم من أجل أن نكون ، تعلم من أجل أن نعيش سويا) "تعلم كيف نصير" في إطار التربية على الإعلام.
أما الورشات التطبيقية التي شاركت فيها السيدة ريم آيت الحاج والتي تم تسييرها من طرف مهنيين من « Common Sense Media »، وهي منظمة مستقلة غير ربحية تعنى "بمساعدة الأطفال على النجاح في عالم في قلب التحولات". وقد تمكن المستفيدون من كل ورشة (حوالي ثلاثون في كل مجموعة) وبفضل عرض تفاعلي (ألعاب، أسئلة وأجوبة)، من تعلم التفاعل بطرق أفضل مع المضامين وأيضا إعطاء الأجوبة المناسبة لعادات وتساؤلات الجمهور الناشئ، سواء بالبيت أو المدرسة.
للإشارة فالشبكة الإيبروأمريكية لتقنين قطاع الاتصال السمعي البصري أحدثت سنة 2002 وهي منصّة للتعاون بين الهيئات المكلفة بتقنين وسائل الإعلام والتي تضم إسبانيا والبرتغال ودول أمريكا اللاتينية، وتتمتع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بصفة عضو ملاحظ بها منذ سنة 2014.