الهاكا تطفئ أنوارها في "ساعة الأرض"
استجابة للنداء الدولي للصندوق العالمي للطبيعة، أطفأت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أنوارها يوم 24 مارس، من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة التاسعة والنصف مساء، على غرار ما أقدم عليه العالم بأسره (بشعوبه وبناياته) دعما للحركة الدولية "ساعة الأرض". ويعد الصندوق العالمي للطبيعة منظمة غير حكومية بارزة، أسست سنة 1961 من قبل عالم الأحياء البريطاني الشهير السير جوليان سوريل هكسلي (1887 - 1975 م). وتستفيد هذه المنظمة من دعم خمسة ملايين متبرع عبر أصقاع العالم، كما تغطي شبكتها فعليا 100 بلد من مختلف أنحاء العالم من أجل ضمان حماية البيئة والانخراط بشكل فعال في الأنشطة الرامية إلى تعزيز التنمية البشرية المستدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم الصندوق العالمي للطبيعة كان باللغة الانجليزية في بداية الأمر World Wildlife Fund WWF ، إلى أن ارتأت المنظمة تغيير هذا الاسم سنة 1986 ليصير World Wide Fund for Nature بالانجليزية.
يسعى الصندوق العالمي للطبيعة، كما يتضح من إسمه، إلى حماية البيئة بأكملها والمحافظة عليها، حيث تعتمد هذه المنظمة غير الحكومية على مقاربة علمية وإنسانية للحفاظ على التنوع البيئي من خلال مراقبة عملية حماية الكائنات واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثير الإنسان على البيئة. علاوة على أن، السير جوليان سوريل هكسلي لا يعد مؤسس الصندوق العالمي للطبيعة فحسب، بل عالم أحياء أيضا وفيلسوف وكاتب وأخصائي في القانون الدولي ومدافع عن المساواة العرقية، ومؤلف لعدة كتب تبسط المعلومات العلمية. ويعتبر السير هكسلي أول من تولى منصب مدير مُنظّمة الأُمم المُتّحِدة للثقافة والعُلُوم إثر إنشائها سنة 1946. ونذكر من أشهر مؤلفاته: ترانسهيومانيزم (ما بعد الإنسانية) الصادر سنة 1957؛ دي نيو ديفينيتي (التكهن الجديد) الصادر سنة 1964؛ اليونسكو: أهدافها وفلسفتها (1964).
والجدير بالذكر أن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بادرت شهر أكتوبر المنصرم ، في أعقاب مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقد بمراكش، بتنسيق شراكة بين ثلاثين فاعلا من مؤسسات حكومية وإدارات وطنية ومنظمات غير حكومية، وذلك عبر التوقيع على ميثاق وطني مشترك.
ويسعى هذا الميثاق متعدد الأطراف، الذي التزم من خلاله كل الشركاء، من قطاعات حكومية وهيئات منتخبة والقطاع الخاص ومعاهد التكوين والبحث العلمي وجمعيات المجتمع المدني، وكذا متعهدي الاتصال السمعي البصري والصحافة المكتوبة، إلى دعم أداء الإعلام الوطني في مواجهة التحديات البيئية الكبرى التي يعرفها المغرب في مجالات البيئة والتنمية المستدامة. (انظر الرابط http://www.haca.ma/fr/node/4267/. )
كما تجدر الإشارة إلى أن الصندوق العالمي للطبيعة يناشد جميع الدول يوم 24 مارس من كل سنة، منذ 2007، لإطفاء أنوارها كي يبقى وهج هذه الحركة العالمية متقدا من أجل حماية الطبيعة، تراثنا الإنساني الحقيقي الذي صار مهددا يوما بعد يوم.