الهاكا تشارك في منتدى أكادير الدولي حول إشكاليات الهجرة
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر بأكادير الدورة الرابعة للمنتدى الدولي متعدد التخصصات، من 25 إلى 27 أبريل 2018، حول موضوع: "الهجرة، التنقل، الحدود: من التمثيل إلى التغطيات الإعلامية". ويُعقد هذا المنتدى منذ 2012 بتعاون مشترك بين مختبر الأبحاث حول اللغات والتواصل لجامعة ابن زهر ومختبر MIGRINTER بجامعة بواتييه، وبشراكة مع الجمعية المغربية للإعلام والاتصال والمرصد الجهوي للهجرات: المجالات و المجتمعات ORMES، وكذا الشركة الفرنسية لعلوم الإعلام والاتصال. كما يُشكل هذ اللقاء مناسبة لتبادل الأفكار والخبرات والتباحث في مواضيع أكاديمية مختلفة. وبالنظر لإشكالية هذه الدورة، التي تتجسد في الحركات الاجتماعية والثقافية من جهة، والأحداث الدولية وما تكشف عنه يوميا من رهانات من جهة ثانية، ارتأت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ضم صيتها لهذه الدورة من خلال مشاركة أربعة من أطرها العليا، بالتحديد من مديرية الدراسات ومديرية تتبع البرامج، بالإضافة إلى ثلة من الأكاديميين والدكاترة والباحثين في مختلف التخصصات.
وخلال مداخلته بهذه المناسبة، طرح السيد ياسين أخياط، إطار عالي بالهاكا، مسألة تعامل وسائل الإعلام المغربية، بعد تحرير ها من الاحتكار، مع تنوع الثقافات والهويات المحلية.
الارتحال/الهجرة، الحدود والانتقال: السياق الحالي والانشغالات
بعيدا عن الهجرة كعملية محضة، تبنى خطابات هذه الأخيرة في ومن خلال فضاءات مختلفة، إذ ينصب موضوع الهجرة في قلب خطابات متنوعة، يلقيها عدة فاعلين وممثلين، سواء في بلدان الشمال أو الجنوب. كما ينفرد الفاعلون الجمعويون وممثلو الحكومة والشخصيات العمومية والمهاجرون هم الآخرون بخطاباتهم الخاصة حول الهجرة/الارتحال. ومن ثم، تقوم وسائل الإعلام بتغطية هذه المسألة لإظهار نظرة المجتمع الدولي لها وكيفية تعامله معها. ومن هذا المنطلق، أقدم منظمو هذا المنتدى على تحليل الصور النمطية التي تعتمد الإعلام منبرا لها للتعريف بالمهاجرين/الرحل، وإدراج هذا اللقاء في إطار استمرارية الأبحاث الخاصة بالروابط بين المضامين الإعلامية وتمثلات المجتمع. ولهذا الغرض خاض المحاضرون الدوليون القادمون من سبعة بلدان، والمختصون في عدة مجالات، في مناقشات مطولة حول الموضوع.
ثلاثة اجتماعات عامة وخمس محاور للتفكير
وخلال الجلسة الافتتاحية، أعطى السيد محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، انطلاقة الدورة الرابعة لهذا المنتدى. كما ذكّر، خلال مداخلته، بالمسار التاريخي الذي قطعه المغرب في خدمة المواطن مشيرا كذلك إلى التطور الذي عرفه مجال المصطلحات المرتبطة بالهجرة؛ إذ انتقل المغرب من مصطلح "المهاجرون المغاربة"، إلى مصطلح "المغاربة المقيمون بالخارج" ثم أخيرا "مغاربة العالم".
كما أدارت الاجتماع العام الثاني السيدة كاثرين غوسن، من جامعة تولوز، التي طرحت سؤال "متى يقترن "التنوع" بالمفرد ؟" مشيرة إلى أنها اختارت كموضوع بحث لدراستها التجريبية صحيفتين فرنسيتين لتحليل منطق التعامل الإعلامي مع الارتحال/الهجرة. وبدوره سلط الضوء السيد محمد شريف على واقع الهجرة المغربية من جانبها القانوني في إفريقيا، وعلاقتها بالتنمية المستدامة في إطار الشراكة الأورو-إفريقية. ومن جانبه ركز السيد كريستيان لو موين، من جامعة رين، في عرضه على التطور المتناقض للمفاهيم والممارسات الحدودية.
وتخلل هذا المنتدى عدد من الورش وخمس محاور بحث شهدت مداخلات متعددة حول موضوع الهجرة والارتحال في الإعلام. إذ ارتكز المحورين الأولين على تقديم الإعلام ومعالجته وتعامله مع الأقليات العرقية والثقافية والجهوية واللغوية. وخُصص المحور الثالث للإعلام العابر للحدود وسياسات العرض ومنطق الاستهلاك. وتطرق المحور الرابع للهويات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنقل في علاقتها مع الممارسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية. كما أعطى المحور الخامس فرصة للمحاضرين لمعالجة مسألة الإعلام والهجرة البيئية أو المناخية أو التي لها علاقة بالأطفال العزل أو الأمن واللاجئين أو النوع.
وفي الختام توجت الدورة الرابعة لهذا المنتدى المتعدد التخصصات في أكاد ير بإعطاء الانطلاقة لبحث جديد حول موضوع "مجتمع المعلومات، مجتمع دون اتصال، والسبل الجديدة لمقاومة أنظمة المعلومات" باعتباره مشروع عمل جماعي يدعو الجميع للمشاركة فيه منذ الآن.