الهاكا تشارك في لقاء حول "اليهودية المغربية: من أجل مغربة متقاسمة"
شاركت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في لقاء غير مسبوق حول "اليهودية المغربية : من أجل مغربة متقاسمة"، نظم بمدينة مراكش من 13 إلى 18 نونبر بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، وبشراكة مع مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب.
وقد جمع هذا اللقاء، الذي أقيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أزيد من 250 مغربيا معتنقا للديانة اليهودية، سواء من داخل أرض الوطن أو خارجه، من بينهم شخصيات المجتمع المدني وأساتذة جامعيون وصناع القرار وكبار رجال الاعمال وصحفيون وباحثون وفنانون. وقد نظم هذا اللقاء بتعاون مع عدة مؤسسات، ولا سيما وزارة الثقافة والاتصال، ومؤسسة التراث اليهودي- المغربي، والمتحف اليهودي المغربي، وجمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي والرابطة اليهودية العالمية.
وقد عرف هذا اللقاء مشاركة السيدة خديجة الكور، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، والسادة ياسين شريف، إطار عالي بالهيأة العليا، وكريم بنداوود، مسؤول عن التواصل والترجمة، كما شهد حضور شخصيات وازنة، كالسيد محمد الاعرج، وزير الثقافة والاتصال، والسيد سيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، والسيد عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج. والجدير بالذكر أن السيد فوزي الصقلي، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، قد شارك بصفته كاتبا وأخصائيا في الانثروبولوجيا في النقاش حول الفيلم الوثائقي "يهود المغرب : مصائر متناقضة. "
وأشادت السيدة الكور في مداخلتها خلال الجلسة الثالثة، حول "تمثلات وتصورات الثقافة اليهودية في الانتاجات الأدبية والسينمائية والإعلامية المغربية"، بالعمل الذي يقوم به الاعلام السمعي البصري الوطني، وخاصة العمومي، في تقديم الطائفة اليهودية المغربية كجزء لا يتجزأ من هوية المملكة حسب ما تنص عليه ديباجة دستور 2011.
وعقب تقديم السيدة الكور للاطار القانوني العام والجهوي الذي ينظم القطاع السمعي البصري الوطني في مجال التنوع، أعطت الكلمة للسيد شريف الذي ذكر بالمبادرات التي تقودها الهيأة العليا لدعم هذا المجال. وأكدت السيدة الكور أن متعهدي السمعي البصري العموميين، الخاصعين لدفاتر تحملات أكثر إلزاما، يوفرون تغطية أوسع للأنشطة المتعلقة بالطائفة اليهودية خاصة على مستوى البرامج الخيالية والوثائقية.
وفي السياق نفسه، تم عرض شريط وثائقي للهيأة العليا، لا يتعدى 15 دقيقة، حول تغطية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لهذا الموضوع في نشرات إخبارية محددة بثت بمختلف اللغات من 2010 إلى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة أن أشغال هذا الملتقى قد اختتمت بتقديم عدد من التوصيات التي تسعى إلى تعميق الحوار اليهودي الإسلامي، وترويج الاستثناء المغربي فيما يخص التعايش والوئام.
وتضمنت بعض توصيات المشاركين إنشاء جامعة صيفية تجمع بين المغاربة اليهود والمسلمين، علاوة على الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل الاستفادة من النموذج المغربي في مجال التعايش، بالإضافة إلى خلق منابر افتراضية، واستعمال شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تعزيز التواصل بين مغاربة في جميع أصقاع العالم، إضافة إلى دعم البرامج التربوية وإغنائها.
وبهذه المناسبة، أفاد كل من السادة سيرج بيرديغو، وعبد الله بوصوف، أنه "لا يكتمل المعنى الشامل لمفهوم "الاستثناء المغربي" إلا عبر إعمال مبدأ العيش سويا، والحفاظ على الهويتين الفردية والجماعية، طبقا لمقتضيات الدستور التي تعتبر اليهودية عنصرا أساسيا.
كما أوضحا أنه " لا يكفينا الحنين إلى الماضي واستحضار الذكريات، وكذا القدرة على التجمع والتحاور والتفكير في مغربنا سويا، بل ينبغي علينا الحفاظ على استدامة الخاصيات التي ينفرد بها مجتمعنا، كما يجب علينا النهوض ببلدنا ليكون موطنا لتشجيع الطموحات وليس مجرد مأوى لتخزين الذاكرة المشتركة".
كما عبر كل المشاركين في هذا اللقاء عن فرحهم بالتواجد في دولتهم الأم المغرب، معربين عن شكرهم الخالص وامتنانهم لأمير المؤمنين على الرعاية السامية التي يقدمها لرعاياه اليهود، وكذا على التزامه الدائم بالحفاظ على التراث اليهودي المغربي.
وفي الختام، تم إلقاء خطاب الوفاء والولاء لجلالة الملك محمد السادس من طرف مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، باسم جميع المشاركين في هذا الملتقى.
كما تميز هذا اللقاء بتقديم السيد إلياس هاروس لعرض حول موضوع "نماذج من يهود مغاربة الأطلس والصحراء"، تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال، وعرضا آخرا لمتحف اليهود المغاربة حول "ترميم المعابد والمقابر اليهودية".
وقد تمكن المشاركون من متابعة عرض الفيلم الوثائقي "يا حسرة دوك ليام"، من إعداد السادة سيرج وبيرديغو.