الندوة الدولية حول تقنين الإعلام في العصر الرقمي المنظمة من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري
أكدت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، نائبة رئيس الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال يوم الخميس 30 يناير 2020 بالرباط، أن تقنين وسائل الإعلام في العصر الرقمي ينطوي على مرامي ديموقراطية بحتة.
وأبرزت السيدة أخرباش، في كلمة لها خلال ندوة دولية نظمتها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري حول موضوع "تقنين وسائل الإعلام في منظومة رقمية، نقالة واجتماعية؛ متطلبات التأقلم ورهانات إعادة التأسيس"، أن "هيئات تقنين الإعلام والاتصال، بالنظر لمهمتها المتفردة وأدواتها الخاصة، تطرح أسئلة غايتها خدمة المصلحة العامة، من قبيل كيف نحمي الأفراد والمجتمعات والمجموعة البشرية العالمية من مخاطر التلاعب بها وزعزعة قيم العيش المشترك والمساس بالكرامة الإنسانية وتقويض الوعي الحر للمواطن وإشاعة خطابات الكراهية وانتهاك الحياة الخاصة والسطو على الملكية الفكرية".
كما سجلت أن هيئات تقنين الإعلام ملزمة بتقوية قدراتها لمواجهة منظومة رقمية ترتادها المجتمعات بشكل مستمر، مشيرة إلى أن المجتمعات باتت تطالب أكثر فأكثر، بتقنين محين، وذلك أمام تعدد الآثار والانعكاسات الثقافية والديمقراطية والمجتمعية وكذا الاقتصادية للتواصل الرقمي والمعولم.
وأوضحت السيدة أخرباش أن "السلطات العمومية، بدورها، أضحت تلجأ إلى هيئات التقنين التي لا يمكنها أن تكون عنصرا وملاذا فعالا إلا إذا كانت استقلاليتها محصنة ووضعها المؤسسي مقدرا".
من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني للاتصال بالكاميرون، رئيس الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال، السيد بيتر إيسوكا، أن الثورة التكنولوجية أدت إلى ثورة سلوكية، مما يستلزم إعادة تنظيم سلسلة القيم داخل القطاع السمعي البصري، وذلك في ما يتصل بوظائفه المتمثلة في إنشاء وإنتاج ونشر وتوزيع المحتوى.
وفي هذا الصدد، أبرز أنه "في مواجهة التغيرات العميقة، أصبح تقنين القطاع السمعي البصري مدعوا، أكثر من أي وقت مضى، للتكيف"، مضيفا أن التقنين، في شكله الحالي، صار غير متلائم مع البيئة الرقمية.
بدوره، أبرز رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في تونس، رئيس الشبكة الفرنكفونية لمقنني وسائل الإعلام، السيد نوري اللجمي، أن هذا اللقاء يروم مناقشة إشكالية تسائل هيئات التقنين بخصوص دورهم في العصر الرقمي، حيث تغزو المنصات والشبكات الاجتماعية المجال الإعلامي.
وأضاف أن "شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت أداة لتبادل المعلومات"، مما يطرح مشكلة التضليل و"الأخبار الزائفة"، مؤكدا أن "الأمر يتعلق بتحديات جديدة بالنسبة إلينا هيئات تقنين، وهو ما يدفعنا لتحسين آليات اشتغالنا من أجل ضمان المزيد من الديمقراطية والحرية، وجودة أكبر لوسائل الإعلام والصحافة".
يشار إلى أن أشغال الندوة ستتواصل يوم الجمعة 31 يناير بجلسة مخصصة للهيئات الأعضاء بالشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال تحت عنوان " أية أجوبة إفريقية على تحديات التحول الرقمي لوسائل الإعلام : إشكاليات اقتصادية وتطلعات مواطنة".
للتحميل :