منتدى مراكش .. الهيئات المقننة لوسائل الإعلام مدعوة للاضطلاع بدور أساسي في النهوض بحقوق الإنسان (لقاء)
أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت، يوم الجمعة بمراكش، في إطار الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الانسان، أن الهيئات المقننة لوسائل الإعلام مطالبة بالاضطلاع بدور أساسي في النهوض بثقافة ومبادئ وقيم حقوق الإنسان.
وأشار مسؤولو الهيئات المقننة لوسائل الإعلام وخبراء في هذا المجال من مختلف بقاع العالم، خلال هذا اللقاء، الذي نظم حول موضوع "النهوض بثقافة حقوق الإنسان .. دور هيئات تقنين وسائل الإعلام"، إلى أن تقنين حقوق الإنسان في المجال الإعلامي أصبح أكثر فأكثر تعقيدا، خاصة في العصر الرقمي.
وبهذه المناسبة، أبرزت رئيسة المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، السيدة أمينة لمريني الوهابي، أن هيئة تقنين وسائل الإعلام تجد نفسها في صلب موضوع حقوق الإنسان، بالنظر إلى كونها تسهر، على الخصوص، على احترام حرية التعبير، التي يجب أن تكون في إطار احترام حقوق وكرامة الإنسان.
وأوضحت أن هذا اللقاء يشكل مناسبة مواتية بالنسبة للهيئات المقننة لوسائل الإعلام عبر العالم لتبادل وتقاسم تجاربهم وانشغالاتهم وتطلعاتهم للمستقبل فيما يخص هذا الموضوع، معربة عن ارتياحها لمشاركة ست شبكات دولية لهيئات تقنين وسائل الإعلام في هذه المائدة المستديرة، لمناقشة موضوع هام يتمثل في حقوق الإنسان في مجال الإعلام، ما يعتبر مكسبا في حد ذاته.
من جهتها، أشارت نائبة رئيسة القطاع الأوروبي لهيئات التقنين، السيدة سيلين كريغ، إلى أن من بين المهام الأساسية لمقنني وسائل الإعلام السهر على النهوض بقيم ومبادئ حقوق الإنسان، خاصة حق حرية التعبير، بالإضافة إلى احترام التنوع الثقافي واللغوي في وسائل الإعلام.
وأكدت على أهمية ضمان استقلالية هيئات تقنين وسائل الإعلام، والعمل على أن لا تكون خاضعة لأي تدخل سياسي أو لشيء آخر، مشددة، في هذا الصدد، على ضرورة منع المحتويات المحرضة على الكراهية، علاوة على السهر على ضمان الحق في الولوج للمنابر الإعلامية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.(يتبع).
من جانبها، أبرزت رئيسة قطاع التقنين الإيبيرو-أمريكية السيدة بيتريز كينون، أن تقنين وسائل الإعلام يعتبر وسيلة لاحترام حق التعبير، التي تعد إحدى حقوق الإنسان الأساسية التي يجب على هيئات التقنين النهوض بها.
وأوضحت أن هذا التقنين أضحى أكثر فأكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن إنتاج المحتوى لم يعد امتيازا لوسائل الإعلام السمعي البصري، لأن بإمكان مواطنين عاديين، أيضا، القيام به بفضل التكنولوجيا الجديدة للاتصال.
من جانبه، أكد الأمين الدائم لقطاع تقنين وسائل الاتصال بالبلدان والمناطق الناطقة باللغة البرتغالية، السيد كارلوس مانيو كاستانهيرا، على دور هيئات التقنين في محاربة كل أشكال التمييز، خاصة اللغوي أو الثقافي في وسائل الإعلام.
من جهته، شدد رئيس شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين وسائل الاتصال، السيد عبد الرحمن أوصمان، على ضرورة السهر على حرية المحتوى، وبثها واستقبالها، مشيرا إلى الآليات الكفيلة بجعل سلطة هيئات تقنين وسائل الإعلام أكثر فعالية.
من ناحيته، قال رئيس شبكة هيئات التقنين بالبحر الأبيض المتوسط، السيد حمود ولد امحمد، إن الديمقراطية وحقوق الإنسان من الاختيارات الكونية التي لا رجعة فيها، مبرزا الدور الهام الذي يمكن أن يضطلع به مقننو وسائل الإعلام لتطوير هذا النموذج الاجتماعي.
واعتبر، في هذا السياق، أنه من واجب هيئات التقنين ضمان، في إطار النهوض بحقوق الإنسان، احترام مختلف التيارات التفكيرية والتنوع الثقافي واللغوي.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، المنظم من 27 إلى 30 نونبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل أرضية للحوار والنقاش حول مواضيع مختلفة، تهم كل أنواع الحقوق، الحق المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي.
(وم ع)