مشاركة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في الاجتماع السنوي السادس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بالبنين
شارك وفد من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بقيادة السيدة الرئيسة أمينة لمريني الوهابي، في الاجتماع السنوي السادس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي أشرفت على تنظيمه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري البنينية يوم 20 فبراير 2018 بكوتونو. وقد تألف وفد الهاكا من السادة محمد عبد الرحيم وطالع سعود الأطلسي، أعضاء المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، والسيد طلال صلاح الدين عن مديرية الشؤون الدولية.
خُصصت الجلسة الأولى، التي ترأسها كل من السيد يولياندر دارويس، رئيس هيئة التقنين الإندونيسية ورئيس المنتدى المنقضية ولايته، والسيد أدم بوني، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالبنين ورئيس المنتدى الحالي والسيد هاميت إيرسوي، أمين عام المنتدى، لعرض الحصيلة السنوية لأنشطة المنتدى وأعضاءه. وفي هذا الإطار، قدمت السيدة الرئيسة أمينة لمريني الوهابي لمحة عن أهم أحداث سنة 2017، كما لم تفتها فرصة التذكير بالمراحل الكبرى التي خطتها الهيأة خلال هذه السنة الحاسمة، خاصة بعد مراجعة النصين المنظمين للاتصال السمعي البصري والهيأة العليا خلال السنة الفارطة.
وشكل هذا اللقاء مناسبة سانحة للسيدة أمينة لمريني الوهابي لتقديم باقتضاب أهم المواضيع التي عملت عليها المؤسسة سنة 2017، ولا سيما قرارات المجلس حول " الإعلام والصحة"، و"احترام مبدأ قرينة البراءة والمساطر القضائية"، فضلا عن المشاريع المتعلقة ب"تعددية تيارات الفكر والرأي في الفترات العادية"، و"الإعلام والبيئة"، و"النوع في الإعلام"...
كما سلطت الضوء على النهج التشاركي الذي تعتمده الهيأة العليا من أجل انخراط مستمر للخدمات السمعية البصرية، العمومية والخاصة، وكذا جل أطراف القطاعات المعنية في هذه الأوراش التي تقودها المؤسسة.
كما عرفت الدورة السادسة لهذا الاجتماع السنوي، التي تمحورت حول موضوع " مدى مواكبة المضامين التشريعية الخاصة بالبث الإذاعي والتلفزي للتطور التكنولوجي المتسارع"، مشاركة السيد محمد عبد الرحيم، الذي أبى إلا أن يطمئن الحضور بخصوص التقارير المقلقة التي توضح عجز المقننين على مواكبة التحولات التي يولدها التطور السريع للتكنولوجيات الحديثة. وقدم السيد عبد الرحيم في مداخلته عددا من الأمثلة التي طبعت التجربة المغربية في ميدان تقنين المشهد السمعي البصري، من بينها الانتقال سنة 2015 من البث التلفزي التناظري إلى البث التلفزي الأرضي الرقمي، بالإضافة إلى ظهور تقنية الفيديو حسب الطلب سنة 2016. ثم أشار السيد عبد الرحيم إلى أن هذا التميز الذي تنفرد به التجربة المغربية راجع كذلك إلى استنادها على ثلاثة عوامل أساسية: اعتماد أعلى سلطة في البلاد على فلسفة خاصة أو بالأحرى مشروع مجتمعي، ووضع إطار قانوني مرن قادر على مواكبة مختلف التطورات والتحولات السريعة التي يعرفها القطاع، والاستراتيجية الدينامية التي تنهجها مؤسسة التقنين السباقة لليقظة التكنولوجية والقانونية والمجتمعية.
والجدير بالذكر أن خلال مسار المنتدى، عرف اجتماع كوتونو انضمام خمسة أعضاء افريقيين جدد إلى منتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وهم المجلس الأعلى للاتصال بغينيا والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بساحل العاج والهيأة العليا للاتصال بمالي والمجلس الوطني للاتصال بالكاميرون والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالتوغو، علاوة على اللجنة الوطنية للإعلام بغانا بصفتها عضوا مراقبا.
وعقب أشغال المنتدى، تبادل المشاركون أطراف الحديث حول مضمون "إعلان كوتونو حول القدس"، إذ أدرج في النسخة الأخيرة بالإجماع اقتراح وفد الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري الممثل من قبل السيد طالع سعود الأطلسي، عضو باللجنة التحريرية للمنتدى، والذي يدعو إلى الإشادة بالجهود التي تبذلها "لجنة القدس". ويذكر الإعلان خاصة بأهمية الدور المنوط بهيئات التقنين والصلاحيات المخولة لها في حث وسائل الإعلام التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي على تعزيز طابع مدينة القدس الذي يمزج بين مختلف الديانات والثقافات، باعتباره عاملا أساسيا في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع السنوي السادس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي قد سبقه مؤتمر دولي عُقد يوم الاثنين 19 فبراير حول موضوع: " الإعلام في خدمة الوئام العالمي: دور وسائل الإعلام في محاربة الإرهاب وظاهرة كراهية الإسلام"، بحضور الدول الأعضاء بالمنتدى، إلى جانب خبراء افريقيين ودوليين متخصصين في الموضوع.
وفي مداخلة لها خلال هذه الجلسة، ذكرت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بأهم ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1948، مبرزة المفارقات الحالية بشأن التقدم والانطواء على الذات، إذ يوّلد هذا الأخير مختلف أشكال التمييز والعنف، محبطا بذلك الجهود الرامية إلى تعزيز التنوع وتعدد الثقافات. استشهدت في هذا السياق بالمشروع ثلاثي الأطراف الخاص بتتبع البرامج، الذي قادته كل من الهيأة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري بتونس والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بساحل العاج والهاكا بالمغرب، في إطار أنشطة الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين وسائل الاتصال، من أجل التعاون لمناهضة خطابات الكراهية وتشجيع فاعلي القطاع الإعلامي على تطوير مهارات وخبرات تمكنهم من التصدي للخطابات اللاذعة، مع حث مهنيي الإعلام على اعتماد التقنين الذاتي.
وقد شارك في هذا المنتدى الدولي المنظم من قبل الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالبنين وفي الاجتماع السنوي السادس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي ممثلون عن سبع عشرة هيئة تابعة للدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي كالتالي: أفغانستان والبنين والكاميرون وساحل العاج وغينيا وإندونيسيا والعراق ومالي والمغرب وموريتانيا والموزمبق والنيجر والسينغال والصومال والتوغو وتركيا واتحاد جزر القمر.