مشاركة الهاكا في دورة تكوينية لاتحاد إذاعات الدول العربية حول قيم خدمات البث العمومي
شاركت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في دورة تكوينية حول موضوع "خدمات البث العمومية"، نظمها اتحاد إذاعات الدول العربية داخل مقره بتونس العاصمة يومي 27 و28 فبراير.
وحضر هذا الاجتماع عن الهيأة العليا السيد جمال الدين ناجي، مدير عام الاتصال السمعي البصري، والسيدة بشرى الحاتمي من مديرية تتبع البرامج، والسيدة هدى الصابري من مديرية الدراسات،كما عرف كذلك مشاركة عدد من مهنيي القطاع السمعي البصري العمومي من مختلف الدول العربية، ولا سيما تونس والمغرب والسودان واليمن ومصر.
وقد شكلت هذه الدورة التكوينية، التي أشرف على تسييرها السيد رضا النجار المنسق لبرامج الأكاديمية بمقر الإتحاد، سلسلة دراسات تطبيقية وحلقات نقاش شارك فيها خبراء و هم السيد جمال الدين ناجي، السيد جوناتان ستونمان، خبير بأكادمية أوروفيزيون، والسيد ماهر عبد الرحمان، صحفي وخبير تونسي، وذلك في إطار تبادل الخبرات والتجارب.
وخلال مداخلته، أثار السيد ناجي أربع مراحل بارزة في تاريخ تطور الخدمات السمعية البصرية في العالم العربي، أهمها: مراقبة المضامين المحظورة وتمجيد الحكام والبلد من أجل تطوير حس الوطنية، فضلا عن إضفاء المشروعية على خطابات الشخصيات العمومية، أما اليوم، فقد أصبحت الخدمات السمعية البصرية في عدة بلدان من ضمنها المغرب تولي اهتماما أكبر وأوسع لمبادئ حقوق الإنسان. كما أكد على أن الاحتراف قيمة أساسية للصحافة التي لا تحكمها فقط مبادئ المهنة، بل حتى آدابها وأخلاقياتها. وفي هذا السياق، لا ينبغي التمييز بين هاذين المفهومين لأن مهنة الصحفي تتطلب الدقة والوضوح في نقل الخبر، وتقتضي الاستقلالية ووضع الإنسان في صلب الاهتمام. وإذا كان دور الإعلام يكمن أساسا في إيصال الخبر والتربية والترفيه، فإنه يواجه اليوم عقبات مرتبطة بانسجام المجتمع وإدراج ديمقراطية فعالة داخله، خاصة في القطاع السمعي البصري العمومي.
وفي إطار دعم الخدمات العمومية، ذكّر السيد ناجي بمقولة للسيد جاك شانصيل مفادها: "لا يجب تزويد المشاهد بما يحب، بل ما قد يثير اهتمامه و ربما قد يحبه"، وذلك من أجل تقديم محتوى ذي جودة بالنسبة للمواطن، عن طريق إدراج البعد الثقافي واللغوي، وتعزيز الولوج المتعدد والإبداع والابتكار، وتحسين مستوى المواطنة الديمقراطية والانخراط في مبدأ "العيش سويا".
ومن جهته، أكد السيد جونتان ستونمان أن جودة الخدمات السمعية البصرية العمومية تبقى رهينة أساسا بالموارد البشرية والتقنية التي يتطلبها مجتمع المعلومات، كما أشار إلى أن مهنة الصحافة ترتكز بالخصوص على الدقة والحياد والاستقلالية والمصداقية والتواصل والمسؤولية، مضيفا أن قيم الخدمات السمعية البصرية العمومية التي يشيد بها اتحاد البث الأوروبي هي كالآتي: الاستقلالية والمسؤولية والتميز والإبداع والكونية والتعددية.
وعرض السيد ماهر عبد الرحمن لمحة عن تجربة الإذاعة والتلفزة التونسية، التي صارت تتمتع بعد الربيع العربي بحرية التعبير، إلا أنها أغفلت احترام أخلاقيات وآداب مهنة الصحافة.كما يرى أنه من الضروري تنقيح القوانين المنظمة للقطاع، وفصل اللجنة الإدارية عن التنفيذية، وكذا تنظيم دورات تكوينية لفائدة المسؤولين حول الريادية. ولم تفته فرصة تسليط الضوء على ضرورة رصد الأهداف التي ترمي الخدمات العمومية إلى تحقيقها أولا، ثم وضع دعائم الحكامة الجيدة لبلوغها.وقد اعتبر السيد عبد الرحمن أن هذه الأهداف مجموعة من التزامات المؤسسة العمومية من حيث الإنتاج والبرمجة، اللذان تربطهما علاقة وثيقة بمتطلبات المجتمع الديمقراطية والثقافية، وذلك بغية ضمان مبادئ التعددية والتنوع والإنصاف في وسائل الإعلام. كما أكد على أن الإنتاجات العمومية تقوم أساسا على الشفافية وتكافؤ الفرص والتربية والإبداع والتفاعل المبني على الالتزام، فضلا عن القرب ومناهضة جميع أشكال الميز العنصري.
وقدم الصحفي الكندي، السيد ريال برنابي، مشروع " ميد ميديا" الذي أعدته قناة البي بي سي وموله الاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا المشروع إلى دعم الخدمات السمعية البصرية العمومية وتعزيز حرية الإعلام بالعالم العربي، وكذا تقديم الدعم للمؤسسات والأفراد في مسار إصلاح القطاع الإعلامي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة عرفت زيارة السيد عبد الرحمن سليمان (من السودان)، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، كما اختتمت بتسليم شهادات التكوين لكل المشاركين.