رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تدعو إلى التصدي لمخاطر تقاطب الرأي العام حول قضايا ذات أهمية جيوستراتيجية مشتركة بالمنتدى الإسباني العربي الأول للإعلام المنظم بمدريد يومي 17 و18 ماي 2022
أكدت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أنه "لتحسين التمثيل الإعلامي للآخر في سياق دولي، فإن التحدي الأول يكمن في النأي عن تصرف الإعلام كعامل لإذكاء مخاطر تقاطب الرأي العام خصوصا حول قضايا ذات أهمية جيوسترانيجية مشتركة". جاء ذلك خلال مشاركتها في المنتدى الإسباني العربي المنظم يومي 17 و18 ماي 2022 بمدريد من طرف مجموعة الإعلام السمعي البصري العمومي الإسباني RTVE.
خلال أشغال هذا المنتدى الذي أُفتتح بكلمات ألقاها كل من السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد خوصي مانويل بيريز تورنيرو، رئيس المجموعة الإعلامية الإسبانية RTVE والسيدة إيرين لوزانو، مدير البيت العربي، ذكرت رئيسة الهيأة العليا أيضا بأن "الرهانات الحقيقية لتعزيز جودة وتنوع التمثيل الإعلامي للبلدان وللشعوب وللمجتمعات، لا يمكن أن تختزل في مزايا ترسيخ القوة الناعمة لجهة ما و تقوية تأثيرها لدى الرأي العام والأوساط الاقتصادية للبلدان والفضاءات الأخرى"، معتبرة أن التحدي الحقيقي يكمن في التمكن من خلق ما يكفي من الثقة بين الأطراف وبناء المعرفة المتبادلة وإذكاء الوعي بالمصلحة المشتركة لتأمين انخراط كل الفاعلين ومختلف مكونات الرأي العام في كل هذه المجتمعات والبلدان المعنية. "وتبقى الحاجة دوما قائمة لهذا الانخراط ولهذه المعرفة لتأمين دعم واسع وفاعل لجهود وديناميات بناء فضاءات إقليمية وشمولية للرخاء المشترك والتحرك المنسق والعمل المتضافر والتقييم التشاركي". كما أشارت رئيسة الهيأة العليا إلى أنه يمكن أن نورد أمثلة كثيرة للتحديات المشتركة للاستدلال على العلاقة الثابتة بين الثقة والمعرفة والانخراط الناجع، منها على الخصوص: قضايا محاربة الإرهاب، وتدبير الهجرة، وإيجاد الأجوبة الناجعة لتحديات التغيرات المناخية، وضمان استدامة الموارد الطبيعية، إلخ.
في الختام، ذكرت السيدة أخرباش "بالحاجة المتجددة لتعزيز المعرفة المتبادلة من خلال خلق دينامية جديدة لتفاعلات إعلامية ولحوار اشتمالي حقيقي، مضيفة أنه من المجدي أن نواجه جميعا وبطريقة تضامينة، مشكل تمثل الآخر خصوصا عندما يكون هذا الآخر جارا نتقاسم معه الذاكرة، الفضاء الجيواستراتيجي والوعي بتلازم وترابط المصائر".
خلال هذا المنتدى الذي تمت الدعوة إلى أن يصبح موعدا سنويا، التقى المشاركون القادمون من عدة بلدان عربية والممثلون لمؤسسات إعلامية سمعية بصرية وهيئات تقنين وأوساط أكاديمية، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الشؤون الاقتصادية والتحول الرقمي، السيدة ناديا كالفينيو سانتاماريا.
كما تم يوم الأربعاء 18 ماي استقبال رؤساء الوفود المشاركة بالقصر الملكي لازارزويلا من طرف العاهل الإسباني فيليبي السادس.