رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تؤكد خلال الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية لحوض البحر الأبيض المتوسط المنعقد بكرواتيا أن "عمل الهيأة العليا في مجال ضمان وتعزيز التنوع يستمد قوته وأسسه من الدستور"
شارك وفد عن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، برئاسة السيدة لطيفة أخرباش، في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية لحوض البحر الأبيض المتوسط المنعقد تحت شعار «مجتمعات في تحول: التواصل حول التنوع»، وذلك من 4 إلى 6 أبريل 2019، بسبليت بكرواتيا.
خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، أبرزت رئيسة الهيأة العليا أن لوسائل الإعلام دورا خاصا في التداول الاجتماعي لمفهوم التنوع وتعدد جوانبه وتجلياته. كما أكدت أن العالم بأسره يشهد طلبا قويا لضخ التعبيرات المتعددة للتنوع البشري والثقافي بالفضاء العام، مضيفة أن هذا الطلب المتزايد هو نتاج المكتسبات الديمقراطية والاعتراف المتنامي بحقوق المواطنين، إلا أنه يطرح في المقابل، تحديات جديدة ترتبط بتقوية الرابط الاجتماعي في عالم يعرف تحولات عميقة، ولا سيما تحت تأثير التطور السريع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال. في المغرب على سبيل المثال، أشارت السيدة أخرباش إلى أن الهيأة العليا أدرجت ضمن أجندتها موضوع المعالجة الصحافية لسؤال الهجرة واحترام حقوق وكرامة المهاجرين النظاميين وغير النظاميين، على ضوء التغيرات التي يعرفها موضوع الهجرة ببلادنا.
كما ذكرت رئيسة الهيأة العليا أيضا بأن العالم يشهد اليوم تنامي وتطبيع مع خطابات قومية ومتطرفة ومعادية للأجانب، يتم ترويجها عادة، عبر وسائل الإعلام الحديثة كما التقليدية.
بخصوص التجربة المغربية، أكدت رئيسة الهيأة العليا أن عمل هيأة التقنين في مجال ضمان وتعزيز التنوع يجد قوته الأولى في كونه مستمد ومؤطر بمقتضيات دستور 2011، الذي يعتبر نقطة تحول ديمقراطية كبرى.
كما أضافت السيدة أخرباش أن الهيأة العليا تعتمد مقاربتين متكاملين في بلورتها لهذه المهمة: السهر على احترام التنوع في المضامين المبثوثة إذاعيا وتلفزيا، من جهة، وتطوير الاتصال السمعي البصري من حيث الجودة واحترام المعايير المهنية والأخلاقية من زاوية الخبرة والتقنين المشترك، من جهة أخرى.
في الختام، أكدت رئيسة الهيأة العليا أن التحدي الأكبر يكمن في النجاح في تعبئة مجموع الفاعلين في المنظومة الإعلامية حول الرهانات المجتمعية والثقافية والسياسية لسؤال التنوع، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الرقمية التي وسعت بلا شك، فرص الولوج إلى الإعلام والمعرفة بشكل بارز، وضاعفت فرص التفاعلات الثقافية بين الأفراد والجماعات من أصول متنوعة، لكنها أيضا أفرزت مخاوف جديدة بشأن مخاطر التوحيد الثقافي والهيمنة اللغوية.
ضم وفد الهيأة العليا كذلك كلا من السيدين علي البقالي الحسني وعبد القادر الشاوي، عضوي المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، والسيد خالد الورعي، مستشار بالرئاسة.
مثل المغرب في هذا المؤتمر أيضا مسؤولون عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وصورياد القناة الثانية، علاوة على الرئيس المدير العام لهيت راديو.
يذكر أن المؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية لحوض البحر الأبيض المتوسط، المحدث بالقاهرة سنة 1996 ومقره المركزي بروما، منظمة غير ربحية تسعى لتعزيز الحوار بين الثقافات والتعاون الدولي بين الفاعلين في القطاع السمعي البصري ووسائل الإعلام في المنطقة المتوسطية. يضم المؤتمر حاليا 70 منظمة تمثل 26 دولة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ضمنها 35 محطة إذاعية وقناة تلفزية عمومية.