رئيسة الهاكا السيدة لطيفة أخرباش تدعو في ياوندي إلى تعزيز دور هيئات التقنين الإفريقية لمواجهة تحديات الانتقال الرقمي
دعت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في اليوم الأول من الدورة التاسعة لمؤتمر هيئات تقنين الاتصالات بإفريقيا، المنعقد من 12 إلى 14 دجنبر 2018، إلى دعم قدرات هيئات التقنين الإفريقية من أجل مواجهة التحديات المتعددة للانتقال الرقمي.
وسلطت السيدة أخرباش خلال هذا اللقاء الضوء على تجربة المغرب في مجال التقنين السمعي البصري، مؤكدة أن رؤية المشرع الاستباقية شملت التطورات التكنولوجية، إذ نص القانون المتعلق بقطاع الاتصال السمعي البصري منذ سنة 2005 على تنوع تقنيات استقبال المواطنين للمضامين السمعية البصرية، مشيرا بصفة صريحة في مقتضياته إلى أن جميع تقنيات البث، دون استثناء، تخضع للتقنين. و أكدت السيدة أخرباش أن التعديل القانوني الذي عرفه القطاع سنة 2016 ساهم في توسيع نطاق تدخل الهيأة العليا ليشمل كذلك واجهة خدمات الفيديو حسب الطلب غير المجانية، وأوضحت أن المؤسسة تناقش حاليا وقع التحولات التي تشهدها أنماط الاستعمال والأسواق، نتيجة تطور التكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال ، والأثر الذي تخلفه على التقنين "التقليدي". وفي هذا الصدد، أقرت السيدة الرئيسة أنه "في ظل هذه التغيرات العميقة والمتسارعة ينبغي على المقنن إعادة النظر في الدور المنوط به بغية الاستفادة من العالم الرقمي واغتنام الفرص التي يقدمها، عوض اعتباره مجالا محفوفا بالالتباس والغموض".
وشددت السيدة أخرباش في ختام المداخلة التي قدمتها أثناء الجلسة الخاصة بـ "دعم هيئات التقنين في ظل العصر الرقمي"، على الضرورة الملحة لتقوية دور المقننين الأفارقة وتعزيز قدراتهم، كل حسب ظروفه وسياقه. كما أكدت على الحاجة الماسة لتشجيع الحوار والتنسيق بين بلدان القارة السمراء في هذا المجال. وأضافت أن "الغاية من هذا التعاون تتمثل في جعل الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصالات منصة متكاملة تحظى بالخبرة والمصداقية وتسهم بشكل فعال في إغناء النقاشات والمفاوضات الدولية حول التقنين الرقمي من جهة، وتقنين وسائل الإعلام من جهة أخرى".
مثل المغرب في هذا المؤتمر الهام، المنعقد تحت الرعاية السامية لرئيس جمهورية الكاميرون السيد بول بيا، والذي أشرف على تنظيمه وزير الاتصال وممثل رئيس الحكومة، وفد "الهاكا" يتكون، بالإضافة إلى السيدة الرئيسة، كل من السيد المهدي العروسي، مدير الدراسات القانونية، والسيد نجيب البويزمارني، مدير نظم المعلومات، و السيد طلال صلاح الدين، مسؤول عن الشؤون الإفريقية.
كما عرف هذا اللقاء حضور قرابة اثني عشر رئيسا وعددا من المستشارين وأعضاء هيئات التقنين الإفريقية (البنين والنيجر والتشاد وغينيا والسينغال وغانا وإفريقيا الوسطى ومالي والتوغو والرأس الأخضر والكونغو برازافيل والمغرب والكاميرون)، إذ شكل هذا الحدث محطة هامة تزامنت مع الاحتفاء بالذكرى العشرين لإحداث الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصالات، والتي تعد المنصة الرئيسية للتعاون متعدد الأطراف بين هيئات تقنين وسائل الإعلام على مستوى القارة الإفريقية.