تقنين التنوع الثقافي واللسني والاجتماعي : تجربة المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي تُعرَض في الهيأة العليا
قامت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بدعوة السيد رشيد أعراب، عضو المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي سابقاً، لتنشيط محاضرة بمقر الهيأة العليا، يوم الأربعاء 11 مارس 2014، حول موضوع التنوع الثقافي وتقنينه في وسائل الإعلام السمعية البصرية. يندرج هذا اللقاء مع السيد أعراب في إطار مجموعة العمل حول التنوع التي يترأسها عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري د. فوزي صقلي، وتأتي تبعاً للتوصيات الصادرة عن الأيام الدولية حول "التنوع الثقافي واللسني، غنى وحرية، تقنين وإبداع" التي نظمتها الهيأة العليا بشراكة مع الشبكة الدولية لكراسي اليونسكو في الاتصال (أوربيكوم) شهر ماي الماضي بالصخيرات؛ للتذكير فخلال تلك الأيام أجمع المشاركون على أهمية إقامة تفاعل بناء بين كافة الفاعلين في المشهد السمعي البصري، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، عبر تبادل التجارب والمعلومات في المجال المهني والمؤسسي، قصد الاستجابة المثلى لمستلزمات وإكراهات العولمة المهيمنة، وكذا استثمار سبل التفكير الحصيف لفائدة تنمية التنوع في وسائل الإعلام ومضامينها وتقنينها. كما تدخل هذه المحاضرة في إطار برنامج عمل صاغته مجموعة العمل يؤدي إلى التفكير في هذا الموضوع داخل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري. حيث تمكن رشيد أعراب الذي كان عضو المجلس الأعلى الفرنسي لمدة ست سنوات من بسط التجربة الفرنسية في هذا الميدان، مع التذكير بأهم محطات إنجاز مهمة مكلفة بهذا الملف داخل المجلس الأعلى الفرنسي. ولم يفت السيد أعراب التأكيد على أن المغرب، من خلال وضع الدستور الجديد، خصوصاً ديباجته، مؤهل لأن يكون قاطرة في إفريقيا من حيث تقنين وتدبير إشكالية التنوع الثقافي. خلال المناقشات مع موظفي الهيأة العليا، التي قام د. صقلي بتسييرها، انبثقت فكرة إحداث "باروميتر" للقياس الكمي للتنوع بتشاور مع المتعهدين السمعيين البصريين بالمغرب، استلهاماً للنموذج الذي تمكن المجلس الأعلى الفرنسي من وضعه بعد تحليل تجارب خاصة بهيئات تقنين أخرى (بلجيكا، كندا...) في الأخير، عبر السيد أعراب عن استعداده للتعاون مع مجموعة العمل المكلفة بهذا الموضوع داخل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، من أجل تأسيس عمل قائم على مقاربة للتعاون الوطيد والتفكير المستمر حول آفاق التحسين المحتملة في مجال تدبير التنوع الثقافي في وسائل الإعلام السمعية البصرية المغربية، مع إفادة مقننين آخرين، في حينه، خصوصاً على صعيد القارة الإفريقية والشرق الأوسط. |