"تسخير خطاب العاطفة والمشاعر في المضامين الإعلامية، يفقد الصحافة مصداقيتها ويشجع التلاعب بالآراء" لطيفة أخرباش بالملتقى الثامن والأربعين للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية بياوندي
أكدت السيدة لطيفة أخرباش رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري خلال مشاركتها بالمائدة المستديرة المنظمة يوم الثلاثاء 19 نونبر 2019 بياوندي من طرف الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، "أن خطاب العاطفة والمشاعر بات الوسيلة المفضلة والمتداولة لجذب انتباه مستهلكي وسائل الإعلام، وغالبا ما يتم ذلك على حساب التحقيق والتحليل ووضع الوقائع والأحداث في سياقها والتي تعد أسس مهنة الإخبار"، مضيفة أن “الإفراط في توظيف خطاب العاطفة والمشاعر في المضامين الإعلامية يشجع التلاعب بالآراء ويقوي من وقع الخطابات الشعبوية".
وتابعت السيدة أخرباش التي ترأست وفدا عن الهيأة العليا ضم كلا من السيد خليل العلمي الإدريسي عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري والسيد كريم بن داود المكلف بالتواصل بالهيأة، المشارك في الملتقى الثامن والأربعين للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية والتي ستستمر أشغاله إلى غاية يوم 22 نونبر بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، “أن خطاب العاطفة والمشاعر كرافعة قوية لجذب الانتباه الجماعي والفردي، بات يمثل جزءا من استراتيجية التلاعب التي تقوت بشكل كبير في سياق الاقتصاد الجديد للتواصل الناجم عن التحول الرقمي، والمتسم بجعل وقت واهتمام مستهلكي وسائل الإعلام المورد النادر”.
كما توقفت رئيسة الهيأة بالمناسبة ذاتها، عند ظاهرة المحاكاة على مستوى المحتوى والممارسات الناجمة عن التنافس بين وسائل الإعلام التقليدية والشبكات الاجتماعية الرقمية، وهي الظاهرة التي تسهم، حسب قولها، في انتشار العادات الاستهلاكية العاطفية لدى جماهير وسائل الإعلام والتأثير على تمثلاتهم.
وشددت رئيسة الهيأة العليا على أنه “إذا كان خطاب العاطفة والمشاعر ملاذا تقليديا وأداة لا محيد عنها لوسائل الإعلام لبلوغ الضمائر وتسهيل استيعاب المعلومة وإثارة التعاطف، فإن اعتماد البعد الاحساسي والشحنة العاطفية كمعيار حصري ووحيد لانتقاء الخبر ومعالجته هو مجازفة بمصداقية الصحافة". واختتمت مداخلتها بإعطاء مثال الحضور الكبير للخوف في وسائل الإعلام الرقمية والكلاسيكية سواء في بلدان الشمال أو في بلدان الجنوب، قائلة “إن المعالجة الصحافية لقضايا الهجرة والإرهاب والإسلام توضح بشكل جلي تسخير خطاب العاطفة والمشاعر مما يمهد لانتشار الخطابات الشعبوية والمتطرفة".
يعقد الملتقى الثامن والأربعين للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية الذي يرأسه حاليا السنغالي ماديامبال دياني، حول موضوع "صحافة العاطفة، صحافة الخبر". وقد افتتح أشغال هذا الملتقى الوزير الأول الكاميروني بمشاركة نحو 400 من مهنيي وسائل الإعلام من أزيد من 60 بلدا.
مثل المغرب أيضا عدد من الصحافيين من بينهم مريم ودغيري رئيسة القسم المغربي ونائبة رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية وعبد المنعم دلمي الرئيس الفخري لنفس المنظمة.
يعد الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية منظمة دولية غير حكومية معترف بها من طرف منظمات دولية كبرى مثل منظمة الأمم المتحدة، ويونسكو والمنظمة الدولية للفرنكفونية. يضم الاتحاد أزيد من 3000 صحفي ومسؤول وناشر بالصحافة المكتوبة والسمعية البصرية من 110 بلدان من مناطق مختلفة من العالم.