"بإمكان وسائل الإعلام الإسهام بشكل كبير في تغيير نظرة المجتمعات للهجرة" السيدة لطيفة أخرباش خلال ورشة عمل المنتدى العالمي للهجرة والتنمية المنظمة يوم 4 يوليوز 2019 بالصخيرات
أكدت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، على "ضرورة إيلاء اهتمام بالغ للمعالجة الإعلامية للهجرة، لأن المجتمعات مدعوة لتغيير نظرتها تجاه هذه القضية، ومن شأن وسائل الإعلام أن تساهم في ذلك على قدر كبير"، جاء ذلك خلال مشاركتها في الورشة الموضوعاتية التي نظمها المنتدى الدولي للهجرة والتنمية، بتعاون مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، حول موضوع "خطابات حول الهجرة: نحو تواصل مبني على معطيات حقيقية"، وذلك يومي 4 و5 يوليوز 2019 بالصخيرات.
في هذا الصدد، أوضحت السيدة أخرباش وجود تفاوت كبير، على الصعيد العالمي، بين التمثل الإعلامي لقضية الهجرة وواقعها الميداني، حيث أكدت رئيسة الهيأة العليا أن "وسائل الإعلام عادة ما تتطرق لهذه القضية من زاوية الإثارة والمعالجة الدرامية، دون الاستناد إلى السياقات والأرقام الواقعية؛ فهي تتحدث عن أزمة جيوسياسية كبرى وتهديد باجتياح ضاغط على دول الشمال، في حين أن ظاهرة الهجرة لازمت تاريخ الإنسانية، وأن المعطيات التي تقدمها المنظمات الدولية المختصة تبين أن حجم تدفق الهجرة جنوب-جنوب هو الأكبر ميدانيا مقارنة بالهجرة جنوب-شمال"، متسائلة: "هل يتعلق الأمر بأزمة هجرة أم بأزمة تضامن؟".
فيما يتعلق بدور هيئات تقنين وسائل الإعلام، شددت السيدة أخرباش على انشغال هذه الهيئات بقضية الهجرة جراء تزايد تسخير الخطاب الإعلام الملازم لها من طرف بعض الحركات السياسية المعادية للأجانب، مثيرة انتباه المشاركين إلى أثر التمثلات الإعلامية للمهاجرين واللاجئين على انسجام المجتمعات وقيم العيش المشترك.
وأبرزت أن اهتمام الهيأة العليا بالمعالجة الإعلامية لقضية الهجرة مؤطر بواجب احترام متعهدي الاتصال السمعي البصري للقواعد الأخلاقية فيما يتعلق بالمضامين التي يبثونها، كما يتم دائما في إطار احترام مبدأ الحرية التحريرية وحق كل متعهد في إعداد برامجه بكل استقلالية. في هذا الإطار، أصدرت الهيأة العليا مجموعة من القرارات والعقوبات ذات الصلة ببث بعض العبارات التمييزية على أساس العرق، المعتقدات أو الأصل، أو الماسة بالكرامة الإنسانية.
شارك في النقاش خلال هذه الورشة ممثلون عن المنظمات الأممية العاملة في مجال الهجرة (المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين...)، وخبراء يمثلون معاهد ذات صيت عالمي مثل Pew Research Center، علاوة على فاعلين جمعويين مغاربة وأجانب. تمثل الهدف الرئيسي لهذه التظاهرة في تعزيز معايير المعالجة الإعلامية لمسألة الهجرة، خصوصا من خلال استعمال معطيات حقيقية ومؤكدة، فضلا عن اللجوء إلى الدراسات والتحاليل المستندة للخبرة الميدانية والسياقات ذات الصلة.