حضرت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بمعية السيد أمين عزيمان، مدير التعاون الدولي، المؤتمر رفيع المستوى "مواطنون مطلعون على الأخبار في العهد الرقمي"، الذي نظمته اللجنة الأوروبية يوم 19 مارس بمدينة بروكسيل في إطار الدورة الأولى للأسبوع الأوروبي حول التربية على وسائل الاتصال والإعلام.

تروم أساسا، هذه المبادرة الجديدة للجنة الأوروبية تحسيس مختلف الفاعلين بالأهمية المجتمعية التي تكتسيها التربية على وسائل الاتصال والإعلام، وكذا دعم وتشجيع المبادرات والمشاريع في هذا المجال. 

ضم هذا المؤتمر قادة سياسيين وممثلين عن هيئات وشبكات التقنين، ومهني وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، وباحثين وطلبة، بهدف تدارس، على مدى ثلاث حصص، دور ومسؤولية السلطات العمومية ومختلف الأطراف المعنية في النهوض بالتربية على وسائل الاتصال والإعلام، والتبادل حول الممارسات الأوربية الفضلى بهذا الشأن.

تمحورت أشغال هذا المؤتمر التي افتتحتها السيدة ماريا كبرييل، المفوضة الأوروبية للاقتصاد والمجتمع الرقمي، حول مواضيع بالغة الأهمية على رأسها: رهانات التربية على وسائل الاتصال والإعلام في علاقتها بالديمقراطية والمواطنة والتعددية والتنوع ومناهضة خطابات الكراهية؛ دور مختلف الأطراف المعنية (سلطات، هيئات تقنين، وسائل إعلام، مجتمع مدني، مدرسة، آباء وأمهات ...) في تطوير الكفاءات في مجال التربية على وسائل الاتصال والإعلام؛ سبل محاربة التضليل الإعلامي ودعم صحافة ذات جودة في العهد الرقمي؛ إسهامات المذكرة التوجيهية الأوربية الجديدة "الخدمات الإعلامية السمعية البصرية" في هذا المجال؛ حماية الفئات الهشة من الجمهور والمستخدمين (خاصة الشباب والمسنين)؛ نماذج تقنين منصات نشر الفيديوهات وشركات الأنترنيت الكبرى (غوغل وآبل وفايسبوك وأمازون ومايكروسوفت) وشبكات التواصل الاجتماعي؛ موضوع النموذج الاقتصادي لوسائل الإعلام الجديدة؛ غموض الخوارزميات؛ وانبثاق الذكاء الاصطناعي.

جدير بالذكر أن القانون رقم 11-15 المتعلق بإعادة تنظيم الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري الصادر سنة 2016، يكرس النهوض بالتربية على وسائل الاتصال والإعلام باعتبارها إحدى المهام الموكلة للمؤسسة.

في هذا الإطار، سبق للهيأة العليا أن شاركت سنتي 2017 و2018 في الأسبوع العالمي للتربية على وسائل الاتصال والإعلام والمعلومة الذي نظمته اليونيسكو. كما احتضنت شهر نونبر 2017 بالرباط ندوة إفريقية حول موضوع "حماية الطفل والتربية على وسائل الاتصال والإعلام"، وذلك بشراكة مع الشبكة الإفريقية لهيئات ضبط الاتصال واليونيسكو. عرف هذا اللقاء حضور ممثلي 15 هيأة تقنين إفريقية أتيحت لهم فرصة للتبادل مع خبراء ذوي صيت عالمي في هذا المجال.

من جهة أخرى، تعد الهيأة العليا التي تسعى وفقا للمهام المنوطة بها بهذا الخصوص، إلى خلق إطار إعلامي ملائم لوضع خيارات مضاءة للمواطن المغربي، عضوا نشيطا في مجموعات العمل حول التربية على وسائل الاتصال والإعلام التابعة للشبكة المتوسطية لهيئات التقنين، والشبكة الإبيرو-أمريكية لتقنين قطاع السمعي البصري. كما أنها منخرطة بالمنصة الأوروبية لهيئات التقنين كضيف دائم. كما تعتزم الهيأة العليا بتوليها منصب نيابة رئاسة الشبكة الإفريقية لهيئات ضبط الاتصال ومنصب رئاستها لاحقا، وضع التربية على وسائل الاتصال والإعلام في قلب اهتمامات وأجندات نظرائها بالقارة.