الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تشارك ضمن فعاليات المؤتمر الثالث عشر للمحطات الاذاعية الفرنسية الحرة
حضر السيد جمال الدين ناجي، مدير عام الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بدعوة من السيد إمانويل بوطيران، رئيس الاتحاد الوطني للإذاعات الحرة ورئيس الرابطة العالمية للإذاعات الجمعوية المحلية، في أشغال الدورة الثالثة عشر لمؤتمر المحطات الاذاعية الفرنسية الحرة، وذلك أيام 27 و28 و29 يونيو 2018 بمدينة مونبيلييه. وقد عرف هذا الحدث مشاركة ثلة من مهني الإذاعات الفرنسية المسماة الحرة أو الجمعوية، والخاضعة لقانون حرية الاتصال لعام 1986 المعروف ب"قانون ليوتار" نسبة إلى وزير الثقافة آنذاك إبان رئاسة فرانسوا متران للجمهورية الفرنسية، كما شهد مشاركة السيد جمال الدين ناجي الذي كان مرفوقا بالسيد خالد خاتم، مسؤول بوحدة القيم والفئات الاجتماعية بمديرية تتبع البرامج، والسيدة ماجدة صابر، إطار بمديرية الدراسات.
وخلال الجلسة الافتتاحية، سرد السيد ناجي، باعتباره الأجنبي الوحيد الذي حل ضيفا على هذا اللقاء، أهم المحطات التاريخية التي مر بها الحقل السمعي البصري المغربي، كما قدم نبذة عن تأسيس الهيأة العليا، والوضع الراهن للتقنين بالمغرب، مشيرا إلى المشاريع الحالية والمستقبلية التي تعمل عليها المؤسسة التقنينية المغربية. وقد ضم مدير عام الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري صوته لرئيس الاتحاد الوطني للإذاعات الحرة، الذي قال في كلمته الافتتاحية أن " الإذاعات الجمعوية تعالج الإشكاليات المطروحة محليا"، كما أكد السيد ناجي مثله مثل السيد بوطيران على الضرورة الملحة لوضع تقنين خاص بهذه الإذاعات، وكذا الحاجة الماسة لتحسيس عدة فاعلين في القطاع العمومي ومن المجتمع المدني بالمهام الحقيقية للمؤسسات التقنينية والرهانات التي تواجهها، وبالثروة التي يزخر بها المستوى المحلي ودوره الحاسم في استمرارية الديمقراطية وإعمالها، وفي ضمان المواطنة الديمقراطية.
وخلال أيام هذه الدورة، وضع برنامج المؤتمر الثالث عشر للمحطات الاذاعية الفرنسية الحرة (الإذاعات الجمعوية والمجتمعات المحلية التي كانت تدعى "إذاعة القراصنة" قبل تحرير الرئيس متران للبث الإذاعي)، الإشكاليات التي تواجهها هذه الإذاعات وآفاقها في صلب موضوع النقاشات. وشكلت العروض والموائد المستديرة فرصة سانحة لممثلي هذه الإذاعات ومختلف المشاركين عن المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي، صندوق دعم التعبير الإذاعي، فضلا عن نواب برلمانيين ومنتخبين محلين، منظمات غير حكومية، للتدخل والإدلاء برأيهم في هذا الصدد ... فبعد تجربة لا تقل عن ثلاثين سنة، حافظت إذاعات المجتمعات المحلية والجمعوية على صدارتها وماهيتها الأساسية: القرب والطابع المحلي. إذ تظل الإذاعات الضامن الأساسي للديموقراطية كما أنها تلعب دورا مهما على المستوى الاقليمي في ظل الاختراعات التكنولوجية الرائجة حاليا. وبحكم التراجع الملحوظ الذي عرفه صندوق دعم الإذاعات، فقد تمت مساءلة ومطالبة هذه المؤسسات الإعلامية ببذل مجهودات من أجل إعطاء نفس جديد للدور المنوط بها وتحديدا هذا هو الموضوع الذي نوقش مطولا أثناء هذه الدورة. وفي هذا الصدد، تم تقديم بعض التجارب ومناقشة أنواع التمويل والانتقال من منظور الإعانات إلى مقاربة المشاريع والإنتاج المشترك، وكذا تبادل المراجع وتنوع النماذج.
وعرفت هذه الدورة مناقشة عدة مواضيع، من بينها موضوع التربية على الاعلام الذي خصص له المنظمون جلسة كاملة بغية عرض تجربة جهوية تدعى "التفكير النقدي" لنادي الصحافة الأوكسيتاني، التي تعتمد على مبدأ مداخلة ثنائية بين صحفي وخبير مواقع التواصل الاجتماعي تجرى إما داخل المؤسسات التعليمية على شكل ورشة توعوية إعلامية يحضرها التلاميذ أو بطلب من جمعيات الاحياء الشعبية. وقد تمكن المؤتمرون من الاطلاع على نموذج من هذه الجلسات، حيث قدم صحفي وخبير مواقع الاتصال الاجتماعي أمام عشرة تلاميذ يدرسون بالسلك الاعدادي مسألتان هما: "لا فائدة من الصحافيين" و "لا منفعة من مواقع التواصل الاجتماعي"... فكان على كل تلميذ تبرير موقفه من هذه الاقرارات وبالتالي الإفصاح عن نظرته للصحافي والصحافة، علاوة على كيفية استعماله لمواقع التواصل الاجتماعي والتحديات التي تطرحها... ويروم هذا التبادل الجماعي إلى تقوية الحس النقدي والقدرة على إجراء محادثات رغم تضارب الآراء. وفي الختام، عبّر المؤتمرون عن شدة إعجابهم بهذه المبادرة المبتكرة لنادي الصحافة الجهوي.
"لا شيء يدوم سوى التغيير" وهي مقولة هرقليطس التي اختارها الاتحاد الوطني للإذاعات الحرة كشعار منذ تأسيسه قصد تذكير أعضائه بقيمة الابتكار.