الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري تعرض تجربتهافي الملتقى الإعلامي المنظم بالبحرين
شكلت تجربة الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري في مجال الضبط والتقنين احد المحاور التى تناولتها نقاشات الملتقى الإعلامي الذي نظم مؤخرا بالمنامة، حول "وساءل الإعلام والإتصال...بين حدود الحرية والمسؤولية المجتمعية"، وذلك بمناسبة مرور 75 سنة على إصدار أول صحيفة في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي، وتزامنا مع الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. وقد تحدث خلال هذا المنتدى الذي ترأست فعالياته وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وحضره عدد من سفراء الدول العربية لدى مملكة البحرين وعدة شخصيات اعلامية، كل من السادة محمد عبد الرحيم عضو المجلس الأعلى للإتصال السمعي البصري، وعبد العزيز الخميس، رئيس تحرير صحيفة "العرب" اللندنية، وأنور عبد الرحمن، رئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ومحمد سيف الرحبي، كاتب وصحفي من سلطنة عمان، وأداره السيد سعيد الزويري، من تلفزيون البحرين. وفي معرض حديثه عن مفهوم الحرية، قال السيد محمد عبد الرحيم بأن هذا المبدأ ارتبط في المغرب، منذ البداية، بمفهوم المسؤولية وبأن الحرية بناء شامخ يتطلب "تشييده" في المجتمع، العمل على وضع الحجرة (اللبنة) الصحيحة في المكان الصحيح. واستطرد قائلا أن عملية تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب اقترنت بالتقنين لأنه لا يمكن تصور تحرير قطاع ما دون وضع إطار وآليات لتقنين ولوجه والممارسة داخله. وأوضح المتدخل أن التجربة المغربية انطلقت سنة 2002 بإرادة ملكية حيث اعتبر أن تحرير الإعلام السمعي البصري، على الخصوص، يشكل إحدى مفاتيح ارساء أسس الممارسة الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون، مشيرا إلى أن التجربة المغربية تقوم على أسس ثلاثة : 1) إحداث الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري بجانب جلالة الملك سنة 2002، ودسترتها سنة 2011، وتمتيعها بالإستقلالية الهيكلية والوظيفية ؛ 2) وضع الترسانة القانونية الضرورية لضمان ممارسة حرة للإتصال السمعي البصري في حدود ما تسمح به القوانين الجاري بها العمل وفي إطار احترام توابث الأمة ومقدساتها، مشيرا إلى أن قرارت المجلس الأعلى للإتصال السمعي البصري تبقى قابلة للطعن وهو شئ طبيعي في الممارسة الديمقراطية ؛ 3) الإجتهادات التي راكمتها الهيأة العليا منذ إحداثها والتي جعلتها تبلغ الآن مرحلة الرشد، حيث تتوفر على أطر مؤهلة ونظم معلوماتية متطورة تمكنها من أداء مهمتها بالمهنية والأريحية المطلوبتين. واختتم السيد عبد الرحيم تدخله بالتأكيد على أن الهيأة العليا اكتسبت سمعة على مستوى محيطها الأوربي والإفريقي والعربي بفضل أدائها المتميز. من جانبه، أكد السيد عبد العزيز الخميس، رئيس تحرير جريدة "العرب" اللندنية، عن أهمية ضبط وتطوير وسائل الرقابة على وسائل الإعلام مشيرا إلى أن التشريعات الرقابية في العالم العربي موجودة ولكنها غير معاصرة وغير متطورة في ظل تسارع التطور والحراك الإعلامي الراهن. وأضاف أن بعض الدول الغربية بدأت تعرف، هي الأخرى، صعوبة في تقنين وتنظيم الحراك الإعلامي المتدفق بشكل متسارع. وتحدث السيد أنور عبد الرحمن، رئيس تحرير صحيفة "أخبار الخليج"، عن أهمية المصداقية وتحري البيانات والمعلومات الصحيحة في الصحافة والإلتزام بالموضوعية والدقة في النشر الصحفي، مؤكدا عدم وجود حرية مطلقة للصحافة في أي مكان في العالم، حتى في المجتمعات الغربية حيث تتوقف عند وجود اعتبارات تتعلق بالأمن القومي. وركز السيد محمد سيف الرحبي، كاتب وصحفي من سلطنة عمان، في تدخله، على أن هناك تداخلا كبيرا بين المفاهيم الخاصة بالندوة وهي الإعلام، والإتصال، والحرية، والمسؤولية المجتمعية...، مشيرا إلى أن الدول شهدت تغييرات كبيرة ومدهلة عقب ثورة الإتصالات وانتشار الإعلام الجديد سيما عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وأوضح السيد الرحبي أن العلاقة بين مكونات مفاهيم الندوة أسست لما يعرف بالإعلام البديل حيث أصبح كل مواطن صحفيا أو مراسلا، مشيرا إلى أن الإعلام البديل يتمتع بقدر كبير من الحرية والقدرة على المناورة تحت أسماء مستعارة بعيدا عن قوانين الدولة.
|