الهاكا تنظم يوما دراسيا حول الشبكات وحيدة التردد
نظمت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري يوما دراسيا حول موضوع "استغلال شبكات وحيدة التردد في بث التلفزة الرقمية الأرضية"، وذلك يوم الثلاثاء 26 شتنبر 2017.
ويندرج هذا اللقاء في إطار التعاون بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، والذي بادرت الهيأة العليا باقتراح تنظيمه أثناء الاجتماع ثلاثي الأطراف لتنسيق الترددات المنعقد في أبريل الماضي بمدريد
أشرف على هذا الاجتماع خبراء من اسبانيا والبرتغال تم تعينهم من لدن متعهدو بث التلفزة الرقمية لبلدانهم بمعية مدير البنيات التقنية والتتبع التكنولوجي بالهيأة العليا، والذي عرف مشاركة حوالي ثلاثين مديرا تقنيا ومهندسا مغربيا: 18 عن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من بينهم 3 مدراء، و5 عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، من بينهم رئيسي قسم، و6 عن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري.
وبعد الترحيب بالحضور، أشار السيد محمد حمودة، مدير البنيات التقنية والتتبع التكنولوجي في عرضه إلى عملية صياغة المخطط الوطنية لترددات الخاص بالتلفزة الرقمية الارضية خلال المؤتمر الإقليمي للبث الاذاعي لعام 2006 (جنيف 06)، وكذلك إلى مراحل اعتماد ترددات التلفزة الرقمية الأرضية في المغرب، التي شرعت فيها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ سنة 2007. كما سلط السيد حمودة الضوء على الجانب الديناميكي لتخطيط الترددات وانتقال المخطط الوطني من هندسة شبكات متعددة التردد إلى هندسة مزدوجة تمزج بين شبكات وحيدة ومتعددة التردد من شأنها توفير مرونة في التنسيق والاستخدام الفعال لطيف الترددات، كما تم تقديم معطيات عن وضعية استغلال التلفزة الرقمية الأرضية بالمغرب. ودعا السيد حمودة المشاركون الوطنيون إلى الاستفادة من هذا اللقاء التفاعلي مع الخبراء لإغناء رصيدهم ومعرفة العراقيل التي يفرضها استغلال بعض نطاقات شبكات وحيدة التردد داخل الشبكة الوطنية.
بعد ذلك، سير كل من السيد رامون سلات والسيدة ميلاغروس دياز سانشيز، ممثلي شركةCELNEX TELECOM متعهد بث إسباني، الجلستين الثانية والثالثة. وعقب تقديمه للمحة عامة حول الأنشطة التي تقوم بها مؤسسه في ميدان البث التلفزي، عرض السيد رامون سلاتوضعية التلفزة الأرضية الرقمية بإسبانيا، خاصة مراحل اعتماد شبكات وحيدة التردد واستغلالها. كما قدم كلا الخبيران التطور الذي يشهده تخطيط الشبكات وحيدة ومتعددة التردد ببلدهم، مع التأكيد على مزايا شبكات وحيدة التردد مقارنة بشبكات متعددة التردد، فيما يتعلق بالاستعمال الأمثل لطيف الترددات والقضاء على نطاق الظل. وأخيرا، قدما جملة من الحلول لمعالجة وصيانة مختلف المشاكل الناجمة عن التشويش الذي قد يؤثر سلبا على تغطية شبكات وحيدة التردد.
من جهته، عرض السيد كارلوس لاخيس ممثل شركة MEO، متعهد للبنيات التحتية للاتصالات بالبرتغال، تجربة بلده فيما يخص بث التلفزة الأرضية الرقمية، مسترسلا أن البرتغال ارتأى تشغيل شبكات متعددة التردد الوطنية منذ اعتماد مخطط الترددات للتلفزة الأرضية الرقمية سنة 2006. كما أشار إلى أن البرتغال تعتزم، بمناسبة ظهور أول ثروة رقمية وكذا جراء الصعوبات التي تعترضها فيما يتعلق التنسيق الدولي للترددات، سحب هندسة الشبكات وحيدة التردد الوطنية واتخاذ شبكات وحيدة التردد على17 نطاق. كما أوضح أن الاستمرار في استخدام شبكات وحيدة التردد يرجع إلى قدرته على حماية الموارد الطيفية وتغطية مساحات أكبر بمقارنة مع الشبكات متعددة التردد.
وفي نهاية هذا اللقاء، أجمع المشاركون على ضرورة توطيد أواصر التعاون بين المغرب واسبانيا والبرتغال وفي هذا الصدد، وجه الخبراء الأجانب دعوة لوفد من المهندسين المغاربة لزيارة شركة CELNEX TELECOM و MEOللاطلاع على تجربتهما عن قرب فيما يخص التخطيط لشبكات وحيدة التردد واستغلالها في بث التلفزة الأرضية الرقمية.
وتجدر الإشارة أن الوفد المكون من مهندسي الهاكا والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فضلا عن الخبراء الاسبان قام بزيارة محطة البث التلفزي للشركة الوطنية بمدينة تازة، من أجل الاطلاع على مشاكل التشويش المسجلة من قبل المتعهد في بعض أحياء المدينة الناجمة أساسا عن التشغيل الشبكات وحيدة التردد بواسطة جهاز الإرسال التلفزة الأرضية الرقمية بمحطة تازكة التي تغطي المنطقة.
وختاما، أعرب المشاركون المغاربة عن شكرهم للهيأة العليا على تنظيمها لهذا اليوم باعتباره فرصة سانحة للاستفادة من تجارب وخبرات اسبانيا والبرتغال في هذا المجال.