الهاكا تشارك في منتدى المرصد الأوروبي للسمعي البصري حول التقارب: "هل ما زلنا نتحدث عن التقارب؟ اجتثاث الوساطة من القطاع السمعي البصري"
شاركت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في ندوة حول تقاطع وسائل الاتصال " هل ما زلنا نتحدث عن التقارب؟ اجتثاث الوساطة من القطاع السمعي البصري"، نظمها المرصد الأوروبي للسمعي البصري إحياء لذكرى تأسيسه الخامسة والعشرين، وذلك يوم 27 شتنبر 2017 بمدينة بروكسيل في بلجيكا. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يعد منذ 2013 العضو ال41 في المرصد والعضو الوحيد غير الأوروبي، إذ يشارك في مختلف المحافل المنظمة من طرف المرصد لتخليد هذه الذكرى، ومن بينها لقاء 27 شتنبر الذي سينظم برعايته.
يندرج هذا المنتدى في إطار الندوات الموضوعاتية المنظمة من قبل المرصد الأوروبي، تحت وصاية مجلس أوروبا، والذي تتولى إدارته التنفيذية السيدة سوزان نيكولشيف. وقد عرف هذا اللقاء مشاركة متعهدي الاتصال السمعي البصري، من بينهم شركة الاتصالات الألمانية (دويتشه تيليكوم) وشركة سكاي وكذا نيتفليكس، إضافة إلى هيئات التقنين السمعي البصري (المجلس الأعلى للسمعي البصري البلجيكي والفرنسي)، فضلا عن منتجي المضامين السمعية البصرية (شركة سكالا للإنتاج وسوني بيكتشرز إنترتينمنت...).
وبهذه المناسبة، مثل الهاكا في مراسيم الاحتفاء السيد جمال الدين ناجي، مدير عام الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والسيد مصطفى مزيان، نائب مدير الشؤون الإدارية والمالية، والسيدة فاطمة الزهراء المودن، منسقة بالإدارة العامة والسيدة لطيفة طايح، منسقة بمديرية الدراسات والسيد أحمد زاهيد، مكلف بقضايا التنوع بمديرية الدراسات.
وأكدت السيدة سوزان نيكولشيف، المديرة التنفيذية للمرصد، على أن حدود اختصاصات مختلف الفاعلين في الحقل السمعي البصري باتت تتلاشى وتندثر. وأضافت أن الندوة تعد مناسبة سانحة لتمعين وتدقيق النظر في ما يطلق عليه بعض مهنيي الإعلام عملية "إبطال الوساطة" أو "ظاهرة التعامل المباشر مع الزبناء التي جاءت بها شركة أوبر" على مستوى البرامج السمعية البصرية، وما ينجم عنها من آثار اقتصادية وما تفرضه من تحديات على هيئات التقنين.
وتناول المشاركون في هذا اللقاء إشكالية التقارب المتزايد لوسائل الإعلام وما تحمله من أخطار قد تؤدي إلى استئصال الوساطة عند بث البرامج السمعية البصرية. ومن جهته، أوضح السيد دانييل فريدلاندر، مدير شركة سكاي- مكتب أوروبا، أن الخدمات السمعية البصرية أصبحت تنتج أفلامها وبرامجها الخاصة وتعرضها مباشرة للمستهلك. أما السيد نيك بوييل، منتج بشركة سكالا للإنتاج، فقد سلط الضوء على الخدمات الجديدة المتاحة عبر الانترنيت، كخدمات الفيديو عبر الانترنت ومنصات تبادل الفيديوهات وشبكات التواصل الاجتماعي، والتي تدخل دائرة التنافس مع وسائل الإعلام التقليدية بغرض لفت الأنظار وجلب أرباح من المستهلكين.
خلال مداخلته، عرض السيد جيل فونتين، مسؤول بمديرية المعلومات حول منافسة الأسواق بالمرصد، السياق الاقتصادي المرتبط ب "إبطال الوسائط"، موضحا أن القنوات التلفزية ستفقد كل اتصال مع شركات الإعلانات مما سيؤدي إلى خسائر مالية ضخمة.
وأكد المشاركون، بما فيهم منتجو المضامين السمعية البصرية، على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي مع الحرص على حماية وسائل الإعلام "التقليدية". كما شددوا على أهمية الامتثال للقوانين المعمول بها في مجال إنتاج المضامين السمعية البصرية من أجل تفادي أية خروقات أو تجاوزات في هذا الصدد.
واغتنم الوفد الممثِّل للهيأة العليا فرصة تواجده ببروكسيل لإجراء محادثات مع النظير البلجيكي. حيث تم تنظيم حلقة عمل مع السيد برناردو هيرمان، المدير العام للمجلس الأعلى للسمعي البصري البلجيكي، حول مسألة التعددية، مع التركيز على الممارسات الفضلى القائمة وسبل تعزيزها (استعراض الممارسات الفضلى) من جهة، وعلى الحاجة إلى تطوير عدة إحصائية من شأنها قياس أبعاد الإشكالية المطروحة على الشاشة (مقياس التعددية – المساواة).
قبل عقد اللقاء مع رئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري البلجيكي، السيد دومينيك فوستر، أجرى الوفد المغربي جملة من الاجتماعات مع السيدة موريال هانو، الأمينة العامة لمجلس أخلاقيات مهنة الصحافة، والسيدة مرتين سيمونيس، الأمينة الوطنية لجمعية الصحفيين المحترفين، حيث تم عرض تجربة المؤسستين فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، والتعددية، والتدبير الذاتي لوسائل الإعلام ومهنييها لاحترام آداب وأخلاقيات المهنة.
كما تمت استضافت الوفد الممثل للهاكا من طرف السيد جون بول فيليبو، مسؤول إداري بالإذاعة والتلفزة البلجيكية الفرانكفونية، والسيدة صفية كساس، مكلفة بالمهام، خاصة المتعلقة بمسألة التعددية، والسيد ستيفان هويبيكي، مستشار قانوني معني بقضايا التربية على الإعلام. إذ قدم فريق من الإذاعة والتلفزة البلجيكية الفرانكفونية بعض الشروحات للوفد بخصوص التربية على الإعلام والتعددية، فضلا عن مختلف المهام المنوطة بهذا المتعهد العمومي، والتي تشكل حسب السيد فيليبو المحاور الرئيسية والمهيكلة التي تعتمد عليها المؤسسة في مشاريع المحتويات ومخطط التكوين.
وقد قام الوفد الممثل للهيأة العليا بزيارات ومقابلات متتالية حول موضوع التربية على الإعلام، ولاسيما مع السيدة ماري-سولاي فرير، نائبة رئيس جامعة بروكسيل الحرة المعنية بالعلاقات الدولية، والتعاون الإنمائي، خبيرة في مجال التقنين والتقنين الذاتي، وكذا مع السيد باتريك فيرنيي، رئيس سلك الماجستير تخصص التربية على الإعلام بمعهد الدراسات العليا في الاتصال الاجتماعي، إضافة إلى الفريق المكلف بالبرمجة في الإذاعة المغاربية الجمعوية، أرابيل، المرخص لها من قبل المجلس الأعلى للسمعي البصري، والتي أبان موظفوها في غضون بضع سنوات على احترافيتهم، مما يعكس ولوج جمهور أوسع من جالية بلدان شمال إفريقيا لهذه الخدمة.