الهاكا تجمع ثلاثين هيئة للتقنين بإفريقيا وأوربا حول حماية الأرشيف السمعي البصري
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "هاكا" يومي 31 أكتوبر وفاتح نونبر بالصخيرات ندوة دولية حول "حماية الأرشيف السمعي البصري، ثرات وذاكرة مشتركة" بشراكة مع الشبكة الفرنكفونية لهيئات تقنين الإعلام، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالكوت ديفوار.
وسينكب أزيد من 50 من كبار المسؤولين بهيئات التقنين في 29 دولة إفريقية وأوربية، بالإضافة إلى كندا، على مناقشة السياسات العمومية، والإطارات القانونية والتشريعية، والأجهزة المؤسساتية والنظم التقنية والرقمية لأرشفة الدعامات السمعية البصرية والأشرطة، بهدف تبادل التجارب، والنماذج، وهندسة التكوين، في سبيل أسمى يتمثل في تعزيز أكثر لوعي أصحاب القرار المعنيين والقائمين على تدبير وحماية هذا المجال الحيوي والثمين للحفاظ على الذاكرة المشتركة، في كل البلدان الممثلة وخاصة في إفريقيا.
ويشارك أزيد من 60 من أصحاب القرار والمهنيين المختصين في وسائل الإعلام السمعي البصري الوطنية، في القطاعين العام والخاص، في أشغال هذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه بالمغرب، والذي يصادف اليوم العالمي للأرشيف السمعي البصري.
فمنذ 1980، يخلد المنتظم الدولي، في 27 أكتوبر من كل سنة، اليوم العالمي للتراث السمعي البصري، الذي أقرته منظمة اليونسكو، من خلال إعلان سنوي لتسليط الضوء كل مرة على هدف محدد لتحقيقه أو موضوع للتحسيس. وقد اختارت المنظمة الأممية موضوعا لهذه السنة "أرشيف في خطر: حماية الهويات العالمية".
وسجلت المديرة العامة لليونسكو، في رسالة موجهة إلى العالم بهذه المناسبة، أن "التراث السمعي البصري، من قبيل الأفلام، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، والتسجيلات الصوتية والمصورة، يشكل تاريخنا ويقدم شهادة فريدة عن مجتمعاتنا وعن التنوع الثقافي في العالم". وتضيف الرسالة: إن هذا التراث "يعكس هوية الشعوب، ويبرز غنى الثقافات الوطنية، من خلال اختلاف تقاليدها وألسنتها ومن خلال الاستحضار الفوري للصوت والصورة، أحيانا وراء الحدود المحلية والحواجز اللغوية، ويعتبر هذا التراث مكملا أساسيا للوثائق والأرشيف الأكثر تقليدية.
"غير أن هذه الوثائق السمعية البصرية الحيوية تعتبر هشة ومعرضة للضياع. فجزء كبير من التراث السمعي البصري العالمي ضاع جراء الإهمال والتدمير وانعدام الموارد والكفاءات والهياكل الملائمة، وهو ما يؤدي إلى تدمير الذاكرة الإنسانية"، تستطرد الرسالة، وتضيف أن هذه الوضعية "تزداد سوء خصوصا في أوقات النزاعات. ويؤدي ضياعها إلى الحيلولة دون التمكن من الفهم الدقيق لتاريخ المجتمعات والشعوب"