الشركات و دفاتر التحملات
تم تدشين الإذاعة والتلفزة المغربية (إتم) بمناسبة عيد العرش في مارس 1962 وكانت تابعة مباشرة لوزارة الإعلام قبل أن تتحول بعد أربع سنوات وتحت وصاية نفس الجهة إلى مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والمالية (مرسوما 1978 و1994). وبفعل تحرير القطاع السمعي البصري المغربي أصبحت الإذاعة والتلفزة المغربية في أبريل 2005 شركة خاضعة للقانون المغربي تحت اسم "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" بصفتها شركة مساهمة تملك الدولة كل رأسمالها. وقد جاء هذا التحول تطبيقاً للقانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري المنشور بالجريدة الرسمية في 23 ذي الحجة 1425 الموافق لتاريخ 3 فبراير 2005 بغية تمكينها من استقلالية أكبر في اتخاذ القرار بحيث تساهم في النهوض أكثر بالإنتاج السمعي البصري الوطني وتضطلع بفعالية أكبر بمهام الخدمة العمومية في تلبية حاجيات التثقيف والتربية والإخبار والترفيه لدى الجمهور.
ومن هذا المنظور وضعت الحكومة دفتر تحملات يحدد بوضوح التزامات الشركة الوطنية وتمت المصادقة عليه من لدن الهيئة العليا بتاريخ 04 يناير 2006 (قرار المجلس الأعلى يمكن تحميله)؛ كما أن العقد البرنامج المتعدد السنوات الذي يربط الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالحكومة يحدد مهامها والتزاماتها فيما يتعلق بتغطية التراب الوطني المعايير التكنولوجية تنويع وتطوير الخدمات دعم الإنتاج الوطني والرياضة الوطنية تدبير الموارد البشرية تحديث وعقلنة التسيير ...
باعتبار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة شركة عمومية فإنها مكلفة بضمان تطبيق سياسة الدولة في مجال البث الإذاعي والتلفزي. وهكذا قامت الشركة بتنويع عرضها الذي تجسده القناة التلفزية الوطنية العامة "الأولى" التي تجمع بين الإخبار والتثقيف والترفيه بحيث أصبحت الشركة الوطنية اليوم تقدم خمس قنوات تلفزية أخرى هي "الرياضية" والقناة الوطنية ذات الطبيعة التربوية والتثقيفية "الرابعة" والقناة الفضائية الموجهة لمغاربة العالم "المغربية" إضافة إلى القناة الدينية "السادسة" وأخيراً قناة "أفلام" المخصصة كلياً للأفلام.
شرعت القناة الثانية (دوزيم) أول قناة تجارية خاصة بالمغرب وإفريقيا والعالم العربي في البث يوم 4 مارس 1989 بعد إنشائها من خلال اتفاقية استغلال أبرمت بين شركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (سورياد) والدولة المغربية مفادها أن تبث هذه القناة التلفزية الجديدة برامجها بالمرموز مع فترتين زمنيتين يوميا بالواضح. ونظراً لكونها خدمة تلفزية مؤدى عنها ستعاني القناة من تأثير بعض المعطيات السوسيو اقتصادية ستجعلها بعد خمس سنوات على وجودها تنتقل من التصور الموضوعاتي الدولي الذي حددته لنفسها في البداية إلى شكل أكثر عمومية وقرباً من أجل التعبير بصورة أكثر وضوحاً عن تميزها.
عقب صعوبات مالية عرفتها الشركة ستتغير مساهمتها الأصلية المكونة من شركة "أومنيوم شمال إفريقيا" (أونا) والتلفزة الفرنسية ت. ف 1 والمجموعة الكندية "فيديوترون" وشركة "سوفيراد" عندما ستسترجع الدولة المغربية التحكم في سورياد-القناة الثانية يوم 19 يونيو 1996 عبر اقتنائها لحصة 68 % من رأس المال. وسيسفر التقويم المالي للشركة المسيرة للقناة من خلال مساهمة صندوق دعم الإنتاج السمعي البصري الوطني وانتعاش سوق الإشهار عن قناة هرتزية وطنية عمومية أصبحت تبث منذ 10 يناير 1997 برامجها بالواضح وتغطي حالياً كل التراب الوطني تقريباً.
اليوم تمارس القناة الثانية ثاني خدمة تلفزية ساهمت في إثراء العرض التلفزي المغربي نشاطها طبقاً لدفتر تحملات وضعته الحكومة وصادقت عليه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بتاريخ 27 يوليوز 2005 (قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري – يمكن تحميله) كما أن سورياد-القناة الثانية تصدر كذلك بمقتضى دفتر التحملات ذاته خدمة إذاعية عامة تتضمن برمجتها برامج موسيقية وإخبارية وبرامج مخصصة لاهتمامات الشباب ودعم المواهب الشابة والمستجدات الموسيقية والثقافية علاوة على الهوايات والرياضة.