السيد ناجي يقوم بزيارات استطلاعية لتبادل الخبرات داخل المشهد الإعلامي اللبناني: المؤسسة التقنينية ووسائل الإعلام وجامعات ومراكز أبحاث مستقلة
قام الاستاذ جمال الدين ناجي، مدير عام الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري ورئيس الشبكة الدولية لكراسي اليونسكو الجامعية وللمنتسبين في مجال الاتصال (أوربيكوم)، أيام 26 و27 و28 يوليوز 2018، بزيارات استطلاعية لتبادل المعلومات والخبرات بمدينتي بيروت وطرابلس، للعديد من الفاعلين بالمشهد الإعلامي اللبناني. وفي هذا الاطار عقد السيد ناجي لقاء بالدكتور عبد الهادي محفوظ، رئيس المجلس الوطني للإعلام اللبناني (المؤسسة التقنينية)، بمقر المجلس المتواجد بوزارة الاعلام، والدكتور حسن شكور، مدير البرامج والإنتاج بالتلفزة العمومية اللبنانية (التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى 1957. وقد تناولت هذه المحادثات مواضيع حول الحقل السمعي البصري اللبناني، الذي يهيمن عليه القطاع الخاص، في شقه المؤسساتي والقانوني والاقتصادي والتقنيني، كما تم التطرق إلى مستقبل الخدمات العمومية السمعية البصرية في لبنان التي صارت اليوم تواجه عدة تحديات شأنها شأن القطاع العمومي المغربي. وفي هذا الصدد، أكد السيد شكور أن "التلفزة التي أغلقت أبوابها سنة 2001، جراء مشاكل أمنية ومالية، أصبحت اليوم تنفق مليون دولار شهريا".
وأجرى السيد ناجي كدلك محادثات مطولة مع أربع مراكز أبحاث مستقلة، تنشط كمؤسسات غير حكومية وتعمل في مجالات علوم الاعلام والبحوث الميدانية حول عدة مواضيع متعلقة بالمضامين السمعية البصرية أو مرتبطة بالعلوم الإنسانية في معناها الواسع. هكذا وقد عقد مدير عام الهيأة العليا لقاءين مع ممثلي إثنين من هذه المراكز اللذان يحظيان بشهرة دولية في الأوساط الإعلامية ويعملان على الممارسات الفضلى التي تنسجم مع المبادئ والقيم العالمية: التنوع، المساواة بين الجنسين، التربية على الاعلام، المواطنة الديمقراطية، التسامح ومحاربة خطاب الكراهية القائم على الاديان والمعتقدات والطوائف، خاصة في حالات الحروب والنزاعات... و هكدا قام السيد ناجي بتبادل أطراف الحديث بهذا الشأن وحول مواضيع أخرى مع مؤسسي ومسيري "مؤسسة أديان للتنوع والتضامن وكرامة الانسان"، التي تخلد ذكراها الثانية عشر، تحت إشراف الدكتورة نايلا طبارة، التي تسير كذلك معهدا متخصصا للأبحاث حول" المواطنة وتدبير التنوع"(. www.adyanefoundation.org، www.taadudiya.com). وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسة تضم من بين منشوراتها الأخيرة " مدونة قواعد السلوك الصحفي في تغطية القضايا المرتبطة بالمسائل الدينية وخاصة حرية الدين والمعتقد" و"الشرعية الوطنية للتربية على العيش معا في ضل المواطنة الحاضنة للتنوع الديني ".
وتتمتع المؤسسة الثانية التي زارها السيد ناجي “مؤسسة سمير قصير"، بإشعاع عالمي في مجال الدراسات والأبحاث وتنظيم تظاهرات مختلفة حول القيم الديموقراطية، وحقوق الانسان وحماية الصحفيين وتعزيز حرية التعبير داخل الاعلام الالكتروني والبديل... حيث أنشئت هذه المؤسسة في بيروت شهر فبراير 2006 بعد ثمانية أشهر من اغتيال الصحفي والكاتب سمير قصير داخل سيارة ملغومة في العاصمة اللبنانية يوم الثاني من يونيو 2005. ومن ثم، أحدث رفقاء الفقيد، وعلى رأسهم زوجته، هذه المؤسسة بهدف تخليد ذكراه، ومواصلة معركته المأساوية في نشر ثقافة الديموقراطية في لبنان والعالم العربي، وتشجيع الأقلام الصحفية الموهوبة، وكذا تشييد حركة للانبعاث الثقافي والديموقراطي العربي. إذ ترتكز مؤسسة سمير قصير التي تترأسها السيدة جيزيل الخوري، أرملة الشهيد، على ثلاثة محاور متكاملة: الحفاظ على التراث الادبي، والأكاديمي والصحفي للمرحوم، بالإضافة إلى ترجمته ونشره؛ الدفاع عن الحرية الثقافية مع دعم حرية التفكير عبر عقد ندوات ومؤتمرات متخصصة، وتنظيم مهرجانات فنية تحتضن جميع الثقافات العالمية والفئات المجتمعية؛ حماية حرية الصحافة عبر وضع نظام تتبع يرصد الخروقات المرتكبة في حق الصحفيين ومهنيي الاعلام، علاوة على الدعم القانوني للصحفيين المضطهدين وتطوير مهارات مهنيي الاعلام. ويشمل هذا المحور كذلك تقديم جوائز لفائدة الصحفيين الشباب باسم سمير قصير. وتمحور النقاش الذي دار بين السيد ناجي وفريق المؤسسة ولاسيما مديرها التنفيذي، السيد أيمن مهنى، حول الدراسات الجهوية الثلاث الأخيرة التي نشرتها المؤسسة باعتبارها "عين سمير قصير على الاعلام" (www.skeyesmedia.org) : "نسيج، وسائل الإعلام والتنوع في الشرق الأوسط" (2017) و"تلقي الرسائل المتطرفة وتكوين موقف حولها" (2016) "الحقوق الرقمية، وسائط الإعلام الالكترونية والحملات الانتخابية" (تندرج هذه الأخيرة ضمن برنامج خاص حول التربية على الإعلام، أطلقته المؤسسة لفائدة جيل العصر الرقمي "D’JIL".
ومن جهة أخرى، أجرى السيد ناجي، بصفته رئيسا للشبكة الدولية لكراسي اليونسكو في الاتصال، محادثات مع عدد من الأساتذة والمسؤولين بكل من جامعة بيروت وجامعة الجنان بطرابلس، نظمتها وسيرتها السيدة مي عبد اللة، عضو المكتب الإداري لشبكة أوربيكوم، والمديرة السابقة لكل من قسم الصحافة وقسم علوم الإعلام والاتصال، وعضو مُؤسِس للمجلس العلمي التابع لمركز الأبحاث بجامعة بيروت، ورئيسة " الرابطة العربية لعلوم الاتصال"، ومديرة تحرير مجلة " التواصل والتنمية" التي تصدرها كل ثلاثة أشهر باللغات العربية والفرنسية والانجليزية. وتجدر الإشارة إلى أن السيد هيثم قطب مؤرخ وخبير لسانيات ونائب رئيس الرابطة قد شارك هو الآخر في جميع اللقاءات التي أجراها السيد ناجي طيلة الأيام الثلاثة لهذه الزيارات.
ومن جانب آخر، ناقش رئيس أوربيكوم مع السيدة مي عبد الله وزملائها من الجامعتين (بيروت وطرابلس، العاصمة الثانية للبلد) والرابطة العربية لعلوم الاتصال، مشروع إحداث كرسي يونسكو الذي يكون له إشعاع جهوي في الشرق الأوسط، مما سيمكن شبكة أوربيكوم من سد فجوة شبه غيابها في المنطقة العربية، كما هو الشأن في القارة الافريقية. والجدير بالذكر أن هذا المشروع يلقى دعم العديد من الأساتذة الباحثين من الجامعتين وعمداء الكليات ورؤساء الشعب، بمساندة مراكز الأبحاث بلبنان والأردن والعراق والإمارات، وكذا منظمات غير حكومية مختصة من قبيل " المركز الإعلامي للتنمية البشرية ودراسات الشرق الاوسط" بطرابلس، الذي يديره السيد أسامة ظافر كبارة، الأمين العام لاتحاد المترجمين العرب.