السيدة أخرباش تبرز بتونس عمل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري في مجال النهوض بثقافة اللاعنف ضد النساء
شارك وفد عن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري برئاسة السيدة لطيفة أخرباش، في أشغال الورشة الدولية المنظمة يوم 26 أبريل 2019 بالعاصمة التونسية، من طرف مجلس أوربا والهيأة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بتونس حول موضوع "المعالجة الإعلامية للعنف ضد المرأة".
في تدخلها خلال هذا اللقاء المنظم في إطار منتدى تونس للمساواة بين الجنسين، أبرزت السيدة أخرباش المساهمة المعيارية والتنظيمية للهيأة العليا في مجال محاربة العنف، بمختلف تجلياته، القائم على النوع الاجتماعي، سواء من خلال تقوية حضور المرأة خاصة في البرامج الإخبارية التي تتطرق لقضايا الشأن العام، أو من خلال إدراج مقتضيات ضمن دفاتر تحملات متعهدي الاتصال السمعي البصري تهدف إلى احترام كرامة المرأة ومحاربة الخطاب الإقصائي ضدها.
كما أكدت على أن الهيأة العليا تولي عناية خاصة بخلق اجتهاد قانوني في مجال محاربة العنف ضد المرأة في المضامين الإعلامية، سواء المقدمة من طرف المتعهدين العموميين أو الخواص، فضلا عن اهتمام خاص بالممارسات والمضامين على مستوى الشبكات الاجتماعية والمنصات الإخبارية الرقمية، بحكم التلاشي التدريجي للحدود بين وسائل الإعلام.
بعد تقديمها وتنويهها بعدد من مبادرات القنوات التلفزية العمومية المغربية والمنظمات غير الحكومية النسائية وبعض المنظمات المهنية العاملة في مجال الاتصال، الموجهة لمحاربة الصور النمطية المسيئة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، أبرزت حجم الخصاص الذي مازال ينبغي تداركه بهذا الخصوص، معتبرة أن الهدف الأسمى يتمثل في "تظافر جهود الجميع، هيئات تقنين، وسائل إعلام ومتعهدين، من أجل النجاح في تكريس المعايير المهنية والممارسات الإعلامية الفضلى المحترمة لكرامة المرأة وحقوقها الإنسانية بما يخدم المجتمع بأسره".
في الختام، دعت السيدة أخرباش إلى انخراط جماعي في مجهود مستمر ومتكرر للتواصل والتحسيس من أجل منع إعادة إنتاج العنف، بكل تجلياته، ونقل تمظهرات اللامساواة من جيل لآخر. في هذا الإطار، نوهت بإحداث كرسي للامريم للمرأة والطفل شهر مارس 2019، والذي سيركز خلال سنته الأولى على ثقافة اللاعنف تجاه المرأة، مشكلا بذلك استمرارية متميزة لمسلسل طويل أثمر إصلاحات كبرى في مجال تكريس حقوق المرأة ودينامية التغيير الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء تم تنظيمه في إطار البرنامج المشترك الاتحاد الأوربي-مجلس أوربا "ضمان استدامة الحكامة الديموقراطية وحقوق الإنسان في جنوب البحر الأبيض المتوسط" (برنامج جنوب 3)، بمشاركة كل من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب ونظيرتها التونسية، الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، مجلس الاتصال بلبنان، علاوة على ممثلي عدد من وسائل الإعلام بهذه البلدان، وذلك بهدف صياغة أجوية عملية في مجال تحسين المعالجة الإعلامية للعنف ضد المرأة.