"التحدي الرئيسي لتقنين المضامين الرقمية هو إعمال التقنين دون المساس بحرية التعبير" السيدة أخرباش بالدرس الافتتاحي للمعهد العالي للإعلام والاتصال
أوضحت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، خلال الدرس الافتتاحي للمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط الذي ألقته يوم 10 دجنبر 2020، المصادف لليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن" تقنين المضامين الإعلامية في زمن الاتصال الرقمي الشمولي يعتبر ورشا مركبا وحاملا لعدة تحديات وقضايا استعجالية. ويتمثل التحدي الأول في إيجاد الأدوات والمقاربات الملائمة لإعمال التقنين دون المساس بحرية التعبير. أما الاستعجالية فمردها إلى الآثار الهامة للتحول الرقمي للتواصل والإعلام على القيم الثقافية للمجتمعات، على تماسكها، على سيرها الديمقراطي وعلى أمنها، إلخ.".
وأكدت السيدة أخرباش أن هناك توافقا يتسع أكثر فأكثر حول ضرورة واستعجالية إرساء تقنين ناجع للمنصات الرقمية الشمولية، مبرزة أن "من مبررات الحاجة إلى التقنين الصعود المتنامي للمحتويات الضارة من قبيل خطاب الكراهية، التقاطب الثقافي، ممارسات التضليل والتلاعب، التدخل في الانتخابات، الاستغلال الجنسي للأطفال، التنمر الرقمي، انتهاك الحياة الخاصة، مخاطر على الصحة...".
كما اعتبرت رئيسة الهيأة العليا أن "المنصات كفايسبوك ويوتوب وتويتر، قد وضعت بالفعل، تحت ضغط الدول والمجتمع المدني، بعض آليات التقنين الذاتي، إلا أن هذا المجهود يظل، من منظور هيئات التقنين، في حدوده الدنيا وغير استباقي بشكل كاف، ولا يمكن من تقنين الأضرار التي تلحق بضحايا المحتويات الضارة".
وقد اعتبرت السيدة أخرباش أنه "في السياق المغربي، هناك عدة تدابير يتعين دعهما، وذلك لحماية المجتمع من مخاطر التواصل الرقمي، وفي نفس الوقت، تأهيله لاستغلال إمكانيات الابتكار والتطوير التي يتيحها"، مقدمة لمحة عن بعض المسالك التي ينبغي استثمرها في هذا الصدد، كدعم الصحافة ذات الجودة، وتقوية الدراية الإعلامية وتطوير دراسات حول الإعلام، منها على الخصوص، سوسيولوجيا وسائط التواصل الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاضرة التي أعطىت انطلاقة السنة الجامعية للمعهد العالي للإعلام والاتصال، نظمت حضوريا بحضور طلبة وأساتذة وصحفيين وأعضاء جمعيات تنشط في مجال الإعلام، كما تم بثها بالمباشر على الصفحة الرسمية للمعهد على فايسبوك وقناته الرسمية على يويتوب.