"الإعلام مدعو إلى إسهام أكبر في بناء مواطنة عالمية وتضامنية" السيدة لطيفة أخرباش في ندوة عن بعد لمركز شمال-جنوب التّابع لمجلس أوروبا نظمت يوم 19 نونبر 2020
صرحت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أن "إسهام الإعلام في التعبئة الدولية وفي تطوير العمل التضامني، يعد من منظور هيئة التقنين، قيِّما ومتفردا، إلا أن معالجة هذه القضايا من قبل كبريات وسائل الإعلام الدولية لا تخلو من صور نمطية وتبسيطات تعسفية، وسطحية وانحيازية". جاء هذا التصريح خلال مداخلتها في المناظرة المرئية التي نظمها عن بعد يوم 19 نونبر 2020، "مركز شمال-جنوب" التّابع لمجلس أوروبا، حول موضوع: "تضامن عالمي: ما السبل نحو تغييرات مستدامة؟".
ولإبراز إسهام وسائل الإعلام الكلاسيكية والرقمية في دعم الفعل التضامني وطنيا ودوليا، أكدت السيدة أخرباش أن "العمل والتتبع الإعلاميين ييسران فهم واستيعاب عدة قضايا كالتفاوتات الاقتصادية والاجتماعية، وتجليات التنوع الثقافي والبشري، وترابط مصائر الشعوب والدول، كما يمهدان لتملك حلول فعالة لبناء عالم متضامن".
كما صرحت رئيسة الهيأة العليا أن المعالجة الإعلامية المخصصة للقضايا الإنسانية وللعمل التضامني الرائج في عالم اليوم، تستدعي عددا من الملاحظات النقدية، اعتبارا لكون هيئات تقنين الإعلام، في المغرب كما في باقي بقاع العالم، تولي اهتماما لهذا الموضوع بحكم أن "مهمتها تتمثل في تعزيز مبادئ حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية للمساواة المواطنة والإدماج والتعايش المشترك، بل وحتى محاربة الصور النمطية القائمة على النوع وخطابات الكراهية والعنصرية في المضامين الإعلامية".
في هذا الصدد، أشارت السيدة أخرباش لبعض نواقص واختلالات التغطية الإعلامية الدولية لقضايا التضامن والتنمية على غرار الاهتمام الانتقائي، والمعالجة غير المتوازنة، فضلا عن الولوج غير المتكافئ إلى وسائل الإعلام وغياب المعالجة الاستقصائية، موردة مثال "الاهتمام المتفاوت بضحايا الهجمات الإرهابية في العالم. فرغم أن غالبية ضحايا الإرهاب الإسلاموي، مسلمون، فهم لا يحظون بنفس الاهتمام الإعلامي الذي يحظى به ضحايا هذا الإرهاب في الدول الغربية".
وفي سياق تذكيرها بالتزام الهيأة العليا في تتبع المعالجة الإعلامية لقضية الهجرة، أوضحت السيدة أخرباش أن هيئات التقنين الإفريقية خلصت، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المنعقد بمراكش شهر دجنبر 2018 والذي توج بالتوقيع على الاتفاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ونظامية، إلى أن "الهجرة الدولية تهم أقل من 4% من ساكنة العالم، في حين يتم تقديمها من طرف بعض كبريات وسائل الإعلام "كاكتساح" و"تسونامي"، و"غزو"، إلخ".
كما أعربت السيدة أخرباش عن أسفها فيما يخص "تسابق وسائل الإعلام بشكل متزايد نحو معالجة تقوم على العاطفة والفرجة لاجتذاب وشد انتباه جمهور واسع، على حساب المعالجة الاستقصائية".
يندرج هذا اللقاء، المنعقد عن بعد والمنظم من قبل مركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا، في إطار حملة "عالم، عالمنا #لنتضامن"، التي تشكل نداء عالميا للتعبئة الجماعية من أجل التضامن ومحاربة التفاوتات.
تجدر الإشارة إلى أن مركز شمال-جنوب، الذي أسس سنة 1989 ويوجد مقره بلشبونة، يعد أقدم منظمة سياسية للدول الأوربية. يضم 21 دولة عضو منها 4 أعضاء غير أوروبيين، من بينهم المغرب. تنشط هذه المنظمة أساسا في مجال التحسيس وتقوية القدرات والترافع في قضايا التربية على المواطنة وتعزيز دور الشباب والنساء.