اختتام أشغال المؤتمر الخامس لهيئات تقنين الاتصال الإفريقية
الرباط، في 25 نونبر 2009
نظمت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري يومي 19 و20 نونبر 2009 بمراكش المؤتمر الخامس لهيئات تقنين الاتصال الإفريقية، بمشاركة 23 هيئة قارية إلى جانب عدد من الشبكات المماثلة، كما هو الشأن بالنسبة للشبكة المتوسطية لهيئات التقنين (RIRM) ونظيرتها الفرنكوفونية (REFRAM) وكذا الشبكة الأوروبية لهيئات التقنين (EPRA) بصفة ملاحظين.
بعد الكلمات الافتتاحية لأشغال اليوم الأول من المؤتمر، والتي نوهت خلالها الرئاسة البوركينابية السابقة للشبكة والرئاسة المغربية الحالية بتمكن الشبكة الإفريقية من البرهنة على بروز تجربة تقنين حقيقية للاتصال بالقارة الإفريقية، تطرقت المداخلات إلى مواضيع أساسية مثل الملاءمة بين تشريعات قطاع الاتصال للدول الأعضاء بالشبكة، وتعددية خدمات الاتصال السمعي البصري، وإشكالية تقين وسائط الاتصال العابرة للحدود في مواجهة المحدودية الترابية لتدخلات هيئات التقنين، وحماية الجمهور الناشئ وكذا البث الأرضي الرقمي والذي قدم بخصوصه عرضان، الأول هم التجربة الأوربية في المجال قدمه السيد خوسي ماريا كاربونيل الرئيس السابق للمجلس الكاطالوني للسمعي البصري، في حين هم العرض الثاني التجربة المغربية في ذات المجال والتي قدمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أما اليوم الثاني والأخير، فتم تخصيصه للحياة المؤسساتية للشبكة، حيث تبنى الاجتماع المغلق للرؤساء خارطة الطريق التي اقترحتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري والتي سيجري تفعيل مضامينها خلال رئاسة هذه الأخيرة للشبكة على مدى السنتين المقبلتين 2010- 2011، وذلك بعد المصادقة على محاورها الثلاث الرئيسية وهي: تحديد أهداف دقيقة، عملية وواقعية، توظيف أمثل للموارد البشرية التقنية واللوجيستيكية وكذا متابعة تقييم أنشطة الشبكة.
تجدر الإشارة إلى أن خارطة الطريق هذه تسعى إلى تطوير تنظيم واشتغال الشبكة بهدف تفعيل تبادلاتها الداخلية والخارجية، مع معالجة كل النقائص التي كشف عنها تقرير الافتحاص المالي لسنة 2007 وعملية الافتحاص التنظيمي التي أنجز سنة 2009 من طرف مكتب مختص تم تكليفه من طرف الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بهذا الغرض. كما تم إغناء خارطة الطريق 2010 – 2011 التي تشكل ثمرة لعملية تنسيق مشترك بين كل الهيئات الأعضاء، بتوصيات دقيقة تتقاطع عندها كل المواضيع التي تمت مناقشتها على مدى يومين من أشغال المؤتمر.
بعد ذلك، تم تعيين نيابة رئاسة الشبكة التانزانية وانتقال الرئاسة للمغرب.
وفي ختام هذا المؤتمر، صادق رؤساء هيئات التقنين بالإجماع على عدد من التوصيات، ومنها حث السلطات المختصة لكل بلد على اتخاذ التدابير القانونية والتقنية اللازمة للانتقال نحو البث الرقمي الشامل في الآجال المحددة من طرف الاتحاد الدولي للاتصال السلكية واللاسلكية، مع تكليف الرئاسة الحالية والسكرتارية التنفيذية بتفعيل خلاصات الافتحاص المالي والافتحاص التنظيمي، وذلك بعد تبيان انعكاساتها الإيجابية المحتملة على تحسين فعالية الشبكة، مع برمجة اجتماع خاص لمناقشة موضوع تقنين الصحافة المكتوبة من طرف الهيئات المعنية بذلك، وكذا الاستعداد للمشاركة الفعالة في القمة السادسة العالمية لوسائط الاتصال والطفل المزمع تنظيمها السنة المقبلة بالسويد.
كما شكر كل رؤساء هيئات التقنين الإفريقية أعضاء الشبكة، سلطات جمهورية البنين لمنحها بالمجان مقرا للسكرتارية التنفيذية للشبكة والذي تم افتتاحه يوم 28 أكتوبر 2009 بالعاصمة كوتونو.
وفي الأخير، وجه جميع المشاركين في المؤتمر رسالة شكر وامتنان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على العمل الدؤوب الذي يوليه المغرب لفائدة تطوير تقنين الاتصال بالقارة الإفريقية وكذا المساهمة المادية والمعنوية والتضامن الكبير والاهتمام الدائم الذي تحظى به كل هيئات التقنين الأعضاء بالشبكة وخصوصا في ما يتعلق بتوحيد الجهود وتبادل التجارب والمعلومات سواء على المستوى التقني أو اللوجيستيكي أو المهني أو المؤسساتي.