مشاركة الهاكا في الاجتماع السنوي الخامس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بإندونيسيا
قيادة السيدة أمينة المريني الوهابي، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، شارك وفد من الهيأة في الاجتماع السنوي الخامس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي نظمته هيئة التقنين الإندونيسية في 23 فبراير 2017 بباندونغ(إندونيسيا). وقد تألف وفد الهاكا من السيدتين رابحة الزدكي وخديجة الكور، أعضاء المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري (CSCA) والسيد أمين عزيمان، المكلف بالشراكات والتعاون الدولي بالهيأة العليا.
خُصصت الجلسة الأولى، التي ترأسها كل من السيد يولياندر دارويس، رئيس هيئة التقنين الإندونيسية والسيد هاميت إيرسوي، الأـمين العام لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، لعرض الحصيلة السنوية لأنشطة المنتدى وأعضاءه. وفي هذا الإطار، عرضت السيدتين رابحة الزدكي وخديجة الكور أهم أحداث سنة 2016، وذلك بالتأكيد خاصة على أهمية مراجعة النصين المنظمين للاتصال السمعي البصري والهيأة العليا، فضلا عن الدور الذي لعبته الهاكا في تأطير التغطية الإعلامية للانتخابات التشريعية في أكتوبر 2016 وعملية تتبع هذه التغطية التي تم إصدار نتائجها مؤخرا.
تناولت الدورة الخامسة للاجتماع السنوي موضوع: "التربية على الإعلام"، حيث شاركت السيدة أمينة لمريني الوهابي بصفة محاضرة رئيسية، مؤكدة في كلمتها على الرهان التربوي والسياسي للتربية على وسائلالإعلام، ومساهمته في تكوين وتثقيف المواطنات ومواطنين، وجعلهم متشبعين بالفكر النقدي حيال المحتويات السمعية البصرية وقادرين على المساهمة في البناء الديموقراطي لمجتمعاتهم. كما تم استعراض لمحات تاريخية حول التربية على الإعلام كدينامية عالمية، وكذا حول دلالة المفاهيم والتوجهات المنطقية والاختيارات التربوية ، سواء من خلال المدرسة أو مرورا بوسائل الإعلام نفسها، وأخيرا دور هيئات التقنين. كما تمت الإشارة بعجالة، في إطار القوانين الجديدة (المقدمة سلفا)، إلى الالتزام الذي أُدرج لأول مرة في هذه الأخيرة، والذي ينص على مساهمة الخدمات العمومية في تحقيق التربية على الإعلام، إضافة إلى مهمة جديدة أوكلت للهاكا، وهي تشجيع والسهر على انخراط وسائل الإعلام في هذا الورش المدني البنّاء.
تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى إشكاليات عديدة مرتبطة بسيرورة المنتدى، من بينها:
- توسيع عضوية منتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لتشمل جمهورية جزر القمر (مكتب الإذاعة والتلفزة بجزر القمر – ORTC)والصومال (مكتب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي)، وذلك بالمصادقة على انضمامهما، ليصير عدد أعضاء المنتدى 32 هيئة، من بينها 14 مؤسسة افريقية.
- إحداث "مرصد وسائل الإعلام السمعية البصرية بدول منظمة التعاون الإسلامي"، يعمل على تطوير قاعدة بيانات حول المعطيات المرتبطة بالمشاهد السمعية البصرية في الدول المعنية.
- التخطيط للأنشطة المستقبلية، من خلال اقتراح مجموعة من المواضيع، نذكر على سبيل المثال لا الحصر تجديد ميثاق منتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذي اقترحته الهاكا. سيتم كذلك صقل هذه المقترحات قبل نهاية شهر ماي، وذلك في إطار بلورة جدول أعمال الاجتماع السنوي السادس للمنتدى.
وأخيرا، تم اختيار هيئة التقنين الإندونيسية بالإجماع لتولي رئاسة منتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لفترة سنة واحدة. وسيتم تنظيم الاجتماع السنوي السادس من طرف إحدى الهيئات الإفريقية العضوة وفقا لميثاق المنتدى، الذي ينص على تمثيل الرئاسة بالتناوب الجغرافي بين الهيئات العضوة بافريقيا والعالم العربي وآسيا.
وعلى إثر هذا الاجتماع، ناقش المشاركون فحوى " إعلان باندونغ حول الدور المنوط بوسائل الاعلام في تعزيز مبدأ التسامح ومحاربة الإرهاب وكراهية الإسلام ". وسوف يتم اعتماد هذا الإعلان، الذي أوصى به منتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري عقب اجتماع وزراء الاتصال للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بصفة نهائية ما لم تقدم أية هيئة-عضوة اعتراضا رسميا او اقتراح تعديل قبل أجل فاتح ماي 2017.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع السنوي الخامس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي قد سبقه مؤتمر دولي عُقد يوم الأربعاء 22 فبراير حول: " الاعلام في خدمة الوئام العالمي" بحضور الدول الأعضاء بالمنتدى إلى جانب عدة شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية بارزة على الساحة الوطنية والعالمية.
أكدت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، في مداخلة لها خلال الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر، على المفارقات الحالية بشأن التقدم والانطواء على الذات، التي توّلد التمييز والعنف. كما شددت على الصلة بين " روح باندونغ" (1995) الذي يهدف الى تعزيز مبادئ حقوق الانسان والتفاهم والتضامن بين الشعوب مع احترام الاختلاف و"خطة عمل الرباط" (2012) باعتبارها نتاجا لمشاورات عالمية أجريت من طرف مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من اجل حظر خطاب الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية والنهوض بثقافة المساواة والتسامح. ويعد دور الاعلام السمعي البصري، التقليدي والحديث، مصيريا لضمان الحاضر والمستقبل.
واغتنمت السيدة امينة لمريني الوهابي الفرصة لتبليغ الضمانات القانونية التي جاء بها القانون المتعلق بالاتصال السمعي البصري والقانون المنظم للهيأة العليا للاتصال السمعي البصري فيما يخص ضمان تعددية تيارات الفكر والرأي والتنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي، فضلا عن احترام المساواة بين الجنسين والتربية على الإعلام. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة أمينة لمريني الوهابي إلى المشاريع التي أطلقتها الهيأة العليا داخل مختلف شبكات هيئات التقنين التي تنتمي إليها، لا سيما الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين وسائط الاتصال والشبكة الافريقية للاتصال السمعي البصري إضافة إلى شبكة هيئات التقنين المتوسطية.
وقد عرف هذا المؤتمر الدولي المنظم من طرف هيئة التقنين الاندونيسية وكذا الاجتماع السنوي الخامس لمنتدى هيئات تقنين الاتصال السمعي البصري، مشاركة أربعة عشر ممثلا للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي: أفغانستان، المملكة العربية السعودية، بنغلاديش، البنين، غامبيا، إندونيسيا، العراق، المغرب، موريتانيا، موزنبيق، الصومال، السودان، تركيا وجزر القمر.