بمبادرة من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري وانخراط للشركاء التوقيع على "الميثاق الوطني للإعلام والبيئة والتنمية المستدامة"
أشرفت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، يوم 31 اكتوبر2017، باعتبارها منسقة المبادرة، على تنظيم يوم إعلامي بمدينة الرباط خصص لتوقيع الشركاء على "الميثاق الوطني للإعلام والبيئة والتنمية المستدامة" المتعدد الأطراف، وذلك تفعيلا للتوصيات الصادرة خلال اللقاء الذي دعت اليه الهيأة العليا يوم 9 نونبر 2016 في إطار احتضان المغرب للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP 22.
ويهدف هذا الميثاق، الذي وقعت عليه 30 مؤسسة وطنية تمثل قطاعات وزارية وهيئات ترابية وقطاع الخاص ومؤسسات التكوين والبحث وجمعيات المجتمع المدني ومتعهدي الاتصال السمعي البصري والصحافة المكتوبة فضلا عن جملة من الفعاليات المعنية بالبيئة والإعلام، إلى الرفع من تأثير الإعلام الوطني، في مواجهة التحديات الكبرى التي يعرفها المغرب في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة أمينة لمريني الوهابي رئيسة الهيأة العليا على تعقد بما في ذلك إشكالاته المرتبطة بكون الأنشطة البشرية تتعارض/ أو تبدو متعارضة مع ضمان الرفاه للناس دون رهن نوعية حياة الأجيال اللاحقة، وكذا السياق الذي يندرج فيه والمتمثل في ضرورة "تدارك الزمن الضائع" كما ورد في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح COP 22، في إشارة للخصاص المسجل على مستوى الفعل وما يتطلب ذلك من تعبئة شاملة ومضاعفة، في وقت قياسي. وبارتباط مع ما سبق، يأتي الدور الفعال والاستباقي الذي يتعين أن يلعبه الاعلام على مستوى انتقاء ومعالجة المعرفة العالمة في المجال البيئي، والقيام بمهام الاخبار الآني والتوعية النقدية المواطنة بالموازاة مع تنشيط النقاش العمومي والترافع للتأثير على السياسات العمومية.
ومن جهته، أشاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بالمجهودات الجبارة التي تبدلها الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري من خلال رئيستها، وخاصة بالمنهجية التي اعتمدتها لإعداد الميثاق الوطني للإعلام والبيئة والتنمية المستدامة التي ارتكزت على التعاون المؤسساتي. كما دعا كافة الشركاء إلى الالتزام بمضامين هذا الميثاق والحرص على تتبع تنفيذه، واصفا مضمون الميثاق بــ"النبيل والآني والاستعجالي الذي انخرط فيه المغرب بطريقة إرادية". واسترسل رئيس الحكومة، أن "هذه المبادرة لا تقتصر على ما هو ذاتي فقط، بل تتعداه إلى تجليات وطنية وكونية وإنسانية، مبرزا أن هذا الميثاق "يعكس تضامن عدد من الشركاء الذين تعاونوا لإنجاح هذا الورش، وهي مبادرة مواطنة تمثل مرآة الدينامية الشاملة التي يشهدها المغرب منذ أكثر من عشر سنوات في المجال البيئي، وفق رؤية بآفاق زمنية محددة.
وأوضح السيد صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22) أن هذا الحدث الهام يصادف استعدادات افتتاح الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 23) المنتظر انعقادها من 06 إلى 17 نونبر 2017 بألمانيا. وأضاف أن على المغرب تحقيق نموذج مثالي في مجال البيئة من خلال إشراك السياسات العمومية والترابية. كما أكد على أن لوسائل الإعلام أهمية قصوى في إيصال المعطيات والأبحاث الخاصة بمختلف الظواهر الطبيعية، باعتبارها قوة ضاغطة على السياسات العمومية.
وبدورها، أكدت السيدة نزهة الوافي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2030، التي اعتمدها مؤخرا مجلس الوزراء، تعكس رغبة المغرب في أجرأة وتسريع تنزيل أهداف التنمية المستدامة، إذ نوهت بمبادرة الهيأة العليا في إصدار هذا الميثاق الذي يتماشى مع توجهات المملكة المغربية التي تتوفر اليوم على جميع المقومات للسير قدما على درب تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، فضلا عن كونه آلية ناجعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030.
وقد أعربت السيدة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب، عن دعمها لهذه المبادرة الرامية إلى تعزيز تأثير الإعلام في مواكبة المبادرات الوطنية التي تسعى إلى مواجهة تحديات المغرب في مجالات البيئة والتنمية المستدامة خصوصا، كما ركزت على دور الاعلام المحوري، باعتباره جسرا يعرف بالانشطة الحكومية وأعمال المجتمع المدني والشركات وأداة لتحسيس المواطنين بالرهانات التي تفرضها حماية البيئة وبالحاجة الماسة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأكد السيد عبد الصمد سكّال، نائب رئيس جمعية رؤساء الجهات على أن موضوع الميثاق وغايته يتماشيان مع المهمة الرئيسية للمؤسسات الجهوية، والتي تتجلى بمقتضى الدستور في بلورة برامج تنموية مستدامة. كما أوضح أن دور الإعلام أساسي في دعم هذه البرامج، وأنه من الواجب العمل على خلق إعلام متخصص في قضايا البيئة، يحلل مخططات مجالس الجهات ويلعب دور السلطة الرابعة.
وقد أعربت الأطراف الموقعة على الميثاق على التزامها بتمكين وسائل الإعلام من المعلومات الصحيحة والمحينة والدراسات والتقارير ذات الصلة، وتيسير انفتاحها على ذوي الخبرة في مختلف المجالات والمواضيع ذات الصلة، إضافة إلى إشراكها في مختلف التظاهرات البيئية، وتطوير مشاريع إعلامية بيئية ضمن استراتيجيتها.
وتجدر الإشارة، إلى أن من بين الأهداف الكبرى لهذا الميثاق، روحا ونصا، تحقيق رهان "النهوض بثقافة التنمية المستدامة"، من خلال سعي الاعلام الوطني لتعزيز دوره بقدراته الذاتية وتعهد إرادي من كافة الشركاء للرقي بهذا الدور ورفع التحديات البيئية الكبرى على المستوى الوطني والكوني.
تحميل "الميثاق الوطني للإعلام والبيئة والتنمية المستدامة"