أنظمة تقنين الهاكا تدخل جزر القمر قريبا
زار وفد من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بقيادة مديرها العام السيد جمال الدين ناجي وبدعوة من المجلس الوطني للصحافة والإعلام السمعي البصري الكائن بمدينة موروني عاصمة جزر القمر -التي تعد جمهورية فدرالية منذ الاستقلال سنة 1975 ويقدر عدد سكانها 800.000 نسمة-، وذلك من 25 إلى 29 شتنبر 2018. وقد تألف الوفد من السيد نجيب بويزمارني، مدير الأنظمة المعلوماتية بالهاكا والسيد عادل بورباط، مسؤول تقني عن أنظمة التتبع. وتندرج هذه الزيارة في إطار مسلسل اللقاءات والاجتماعات المنظمة بين المؤسستين، ولاسيما زيارة التي قام بها ممثلو المجلس الوطني للصحافة والإعلام السمعي البصري للمغرب، و قد تأسس هدا المجلس في شهر يوليوز 2012، برئاسة السيد محمد جعفر عباس (خريج المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط). خلال زيارة المسؤولين القمريون للهاكا عبر هذا الوفد عن رغبته في اقتناء برامج التتبع المغربية.
وتشكل زيارة الهاكا لموروني المرحلة النهائية قبل اقتناء المقنن القمري أنظمة التتبع والأرشفة ومعالجة المضامين السمعية البصرية (البرنامج المعلوماتي HACA Media Solutions « HMS »). وتجدر الإشارة إلى أن التشاد وتونس وموريتانيا والسنغال والنيجر والبنين وبلجيكا تستخدم حاليا هذه أنظمة المتمتعة ببراءة الاختراع. وفي هذا السياق، تعمل الهيأة العليا على التحضير لشراكات مماثلة مع التوغو ومالي والكامرون والرأس الأخضر ومولدافيا لتمكين هذه البلدان من اقتناء هذه الأنظمة خلال الأشهر المقبلة.
وعلى مدى يومين، قدم وفد الهاكا الذي استقبله السيد محمد بدوري، رئيس المجلس الوطني للصحافة والإعلام السمعي البصري، إلى جانب ثمانية أعضاء آخرين من مجلسه وبعض الأطر التقنية، جميع الأنظمة التي تعتمدها الهاكا في مختلف مستويات التقنين. وهمت هذه العروض خاصة مسألة التتبع خارج الفترات الانتخابية و إنانها، إذ أظهر المجلس القمري اهتمامه البالغ وحاجته الماسة بهذا المحور. وبعد ذلك، تم تقديم عرض خاص بتتبع ومعالجة تقنين البرامج السمعية البصرية، حيث تم رصد الأهداف ومهام التقنين والمعايير والقيم المشتركة بين الهاكا والمجلس القمري والتي تتمثل خصوصا في: التعددية السياسية والتنوع الثقافي واللغوي والحق في المعلومة والأرشفة واحترام القواعد الأخلاقية، إلخ.
وفي كلمة افتتاحية له بمقر المجلس الوطني، قدم السيد ناجي لمحة تاريخية وسياسية ومؤسساتية عن التقنين بالمغرب وعن مشهده السمعي البصري، مع بعض التوضيحات عن نماذج التقنين عبر العالم، قبل مناقشة هذه النقاط مع كاتب الدولة القمري في الداخلية بمقر وزارته. وقد أعرب وزير الدولة بهذه المناسبة للسيد ناجي عن ترحيبه بالعلاقات الممتازة والروابط التاريخية التي تجمع المملكة المغربية والاتحاد القمري، مؤكدا على أن التعاون في مجال التقنين السمعي البصري يعزز ويثمن فعلا هذه العلاقات.
وخلال زيارة الاستكشاف والاستخبار هذه، قام السيد ناجي، الذي كان مرفوقا بالسيد بودوري، بزيارة لمكتب الإذاعة والتلفزة العمومية بجزر القمرORTC ، للاطلاع على تجهيزات الإنتاج والبث والارشفة، وكذا للتعرف عن كثب على موارده البشرية المعنية بالمضامين والتدبير، وللاستعلام حول برامج التكوين المستمر واتفاقيات الشراكة المبرمة مع مؤسسات مثل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، واتحاد إذاعات الدول العربية، واتحاد الهيئات الوطنية للإذاعة والتلفزيون في إفريقيا... كما أجرى مدير عام الهيأة العليا بمعية رئيس المجلس الوطني للصحافة والاعلام السمعي البصري، محادثات مثمرة مع مؤسس ومدير عام الإذاعة الخاصة "هيبة إف إم" التي تعتمد على برمجة عامة، مو هي تسجل نسب استماع جد مرتفعة.
وخلال أيام هذا اللقاء، قام السيد بويزمارني والسيد بورباط بتشخيص وضع التجهيزات والمرافق والموارد البشرية بالمجلس الوطني للصحافة والاعلام السمعي البصري، وكذا العروض الخاصة بالأجهزة المتوفرة في السوق القمري من أجل إعداد تقرير دقيق يمهد لإطلاق عملية نقل تكنولوجيات وخبرات الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري لنظيرها بأرخبيل جزر القمر. وستتم عملية نقل الخبرات و الكفاءات هذه عبر مراحل مختلفة، بدء بوضع الأجهزة والمعدات، ثم تكوين الفرق القمرية بالمغرب وفي عين المكان، وإجراء اختبارات في الموقع وعن بعد. والجدير بالذكر أن المجلس الوطني للصحافة والاعلام السمعي البصري سيسهر على تقنين وسائل الاعلام الكائنة بعاصمة البلاد (القمر الكبرى) وكذا بالجزيرتين موهيلي وهنزوان... أي ما يناهز 4 تلفزات خاصة، إضافة إلى الإذاعة والتلفزة العمومية ORTC، و 12 إذاعة خاصة أغلبها محلية، تبث خدمتها في حوض استماع ضيق لا يتعدى جزيرة واحدة من الجزر الثلاث. وحسب مسؤولي المجلس الوطني للصحافة والاعلام السمعي البصري فإن ساكنة جزيرة مايوت تتابع عن قرب وسائل إعلام الاتحاد القمري، رغم أن هذه الجزيرة الرابعة من الأرخبيل قد اختارت، عبر الاستفتاء، الانضمام إلى فرنسا سنة 2011.
https://alwatwan.net/societe/medias-vers-un-meilleur-suivi-des-programmes-audiovisuels.html